استفاق البابا، استدار إلى سرير الأب ميشال الذي لازال مستغرقا في النوم، ناداه بصوت خافت:
- الأب ميشال، الأب ميشال..
تململ الأب ميشال في سريره، فتح عينيه بصعوبة، رد على نداء البابا بقلق:
- ماذا هناك قداسة البابا؟
نهض من السرير مسرعا ليتفقد البابا:
- هل أنت بخير قداسة البابا؟!
رد البابا بحزم...
وهو يعد قهوة المساء، استنشق رائحتها بنشوة، تبادر إلى ذهنه تساؤل غريب سمعه في مسلسل عربي وظل يرن في أذنيه: هل للشيخوخة رائحة؟! غاص في وجدانه عميقا.
صب القهوة في فنجانه المفضل، جلس على مقعد طاولة المطبخ، عند الرشفة الأولى بيد مرتعشة، تقاطرت عليه هذه التساؤلات:
هل ستكون رائحة شيخوختي هي ذاكرتي...
قرأت خديجة خبر رحيل الروائي الفرنسي ذي الأصول التشيكية، ميلان كونديرا، الذي كان من أوائل الروائيين الذين قرأت كتاباتهم بتشجيع من أستاذ اللغة الفرنسية خلال مرحلتها الثانوية، تذكرت فقرة بقيت عالقة في ذهنها من روايته (كائن لا تُحتمل خفته)، لم تنسها منذ قرأتها أيام الجامعة وولدت نقاشا بين زميلاتها...