جورج عازار

من غيرِ مَرسى عيناكِ بِحارٌ وقلبي سفينةٌ كيف العبورُ والهُدْبُ تُطفِئُ كُلَّ المناراتِ وتوصِدُ بوَّاباتِ المرافئِ ... أسوارُكِ شاهِقةٌ وما تبقَّى لي من الصَّبوةِ غيرُ شَهقةٍ لا تقوى على ارتقاءٍ ولا على صُعودِ طودٍ ولا حتَّى رابيةٍ ... في صَقيعِ الغُربةِ نُزوعٌ إلى دِفءِ أنفاسِكِ والرُّوحُ ظَمأى...
سيزيفُ، متى تنتهي اللعبةُ؟ ملَّتْ منكَ الصُّخورُ وأنت ترفعُ... عبَثاً كانتْ تلكَ الحياةُ ولكَ زيوسُ لا يشفعُ مَن قالَ لك أنَّ الآلهةَ يمكنُ أنْ تُجابَهَ أو أنْ تُعانَدَ؟ فلا عَرَقٌ سيغفرُ لكَ ما اقترفتَ مِن إثمٍ ولا جهدٌ... سيزيفُ، مَن علَّمكَ الدَّسيسةَ؟ عقيمٌ هو الجِدالُ ومحكومٌ أنتَ بالقدَرِ...
سِياطُ الحِيرةِ تَكوي ذاكرتي وتمتدُّ من هُنا حتَّى أخرِ طريقِ الجُلجُلةِ تُوزِّع مُزَقَ أشلائي على أطرافِ دُروبِ العَتمةِ وعلى بَواباتِ العرَّافاتِ تُلقي أكواماً من الأسئلةِ ليتَ رُوحي ترتاحُ في الَّلامكانِ وليتَني أحيا في زمنٍ لا يُشبه في شيءٍ طُقوسَ هذا الزَّمانِ أخوضُ في لُججِ الدَّمعِ...

هذا الملف

نصوص
3
آخر تحديث

كتاب الملف

أعلى