الدار البيضاء، السبت 5 دجنبر 2020
تحياتي أيها الفاسق،
كما أخبرتُك في رسالتي السابقة، فالسيدة الرئيسة قد شُفيت من الكوڤيد.
لقد خفنا عليها كثيرا في بداية المرض، بسبب متاعب في التنفس، لكنها سرعان ما غادرَت المصحة وهي تتنفس السُّعَداء.
أنا أيضا خضعتُ للحجر الصحي، لأنني كنتُ من المُغالِطات للسيدة الرئيسة، دام لها الألق.
ورغم كثرة المغالِطين والمغالِطات، فلا أحد منهم أصيب بالعدوى.
وعلى أية حال، فالفرج قريب مع ظهور اللقاحات، خاصة اللقاح الصيني. وكما تقول رئيستنا، فإن السياسة البيكينية، نسبة إلى بيكين، هي دائما في صالح المغرب. أما اللقاح الروسي سبُّوتْ نِيكْ، فإن الرئيس بْلاضَمِير ْ بوتين لم يأمر بعد بتصديره.
وأعود إلى اوضاع رئيستنا الخالدة، فقد زرتها بالأمس، في ڤيلتها الفخمة فوجدتها في صحة جيدة، تستمع للصِّينْ فُونية التاسعة عشرة لأيندهوڤن، وتستعد لكتابة رواية ضخمة بعنوان (الكوڤيديا البشرية.)
وسمعتُها تقول لمراسل الإذاعة أن روايتها هذه ستكون أضخم من (الكوميديا البشرية) لبلزاك وأهمّ من (الكوميديا الإلهية) لدَانْدِي.
إن ما يعجبني في هذه الرئيسة الخالدة هو أنها لا تتوقف عن الكتابة والإبداع، رغم المتاعب والأحزان. إنها مبعث فخر لكل ربّات الهِجَال!
فقبل يومين، اتصلَتْ بها ابنتها التي تتابع دراستها الجامعية في ذَكَر، عاصمة السينغال، وأخبرَتها أنها حامل. وعندئذ سألتها الرئيسة:
- والفاعل، هل هو مرفوع؟ عفوا، هل هو معروف؟
فاجابتها ابنتها أن الحمل مبني للمجهول، وأنها لا تعرف مَنْ كان سببا فيه، لأن أصدقاءها كثيرون، ولكنها تشك بالخصوص في طالب برتغالي، يدرس معها بالكلية..
فلما سمعَت رئيستُنا ذلك الكلام من ابنتها انتفضت قائلة:
-برتغالي؟ كيف يجرؤ برتغالي على هذه الفعلة؟ هل نسي ما فعله أجدادنا بأجداده وكيف قضوا على ملكهم السِّي باستيان؟
ثم شرعت المسكينة تحدث نفسها قائلة:
-لو كنتُ أعرف أني سألدُ هذه المسخوطة لعَقَدْتُ القُرُونَ في الوقت المناسب!
هكذا قضت السيدة الرئيسة يومين حزينين، تردد مع فيروز:
ياعاقد الحاجِبَيْنِ
على الجَنِينِ اللِّي جَايْنِي
وقد أصيبت بنوبة عصبية حقيقية، وصدق من قال: إن الأمراض العصبية امراض وراثية تنتقل من الأبناء إلى الآباء!
لكن هذه المرأة العظيمة تجاوزت كل ذلك وعادت بسرعة للكتابة والإبداع.
أما بالنسبة لي أنا، فقد عملت بنصيحتك، أيها الفاسق، وتابعتُ دروسا خصوصية في القراءة السريعة، وهكذا استطعتُ أن أقرأ ديوان الشاعر سريع الغواني في نصف ساعة.
وفي مجال الرواية، قرأت رواية زقاق المَذَاق لنجيب محفوظ في ربع ساعة.
وسوف أبعث لك لائحة قراءاتي السريعة في رسالتي القادمة.
تحياتي أيها الفاسق،
كما أخبرتُك في رسالتي السابقة، فالسيدة الرئيسة قد شُفيت من الكوڤيد.
لقد خفنا عليها كثيرا في بداية المرض، بسبب متاعب في التنفس، لكنها سرعان ما غادرَت المصحة وهي تتنفس السُّعَداء.
أنا أيضا خضعتُ للحجر الصحي، لأنني كنتُ من المُغالِطات للسيدة الرئيسة، دام لها الألق.
ورغم كثرة المغالِطين والمغالِطات، فلا أحد منهم أصيب بالعدوى.
وعلى أية حال، فالفرج قريب مع ظهور اللقاحات، خاصة اللقاح الصيني. وكما تقول رئيستنا، فإن السياسة البيكينية، نسبة إلى بيكين، هي دائما في صالح المغرب. أما اللقاح الروسي سبُّوتْ نِيكْ، فإن الرئيس بْلاضَمِير ْ بوتين لم يأمر بعد بتصديره.
وأعود إلى اوضاع رئيستنا الخالدة، فقد زرتها بالأمس، في ڤيلتها الفخمة فوجدتها في صحة جيدة، تستمع للصِّينْ فُونية التاسعة عشرة لأيندهوڤن، وتستعد لكتابة رواية ضخمة بعنوان (الكوڤيديا البشرية.)
وسمعتُها تقول لمراسل الإذاعة أن روايتها هذه ستكون أضخم من (الكوميديا البشرية) لبلزاك وأهمّ من (الكوميديا الإلهية) لدَانْدِي.
إن ما يعجبني في هذه الرئيسة الخالدة هو أنها لا تتوقف عن الكتابة والإبداع، رغم المتاعب والأحزان. إنها مبعث فخر لكل ربّات الهِجَال!
فقبل يومين، اتصلَتْ بها ابنتها التي تتابع دراستها الجامعية في ذَكَر، عاصمة السينغال، وأخبرَتها أنها حامل. وعندئذ سألتها الرئيسة:
- والفاعل، هل هو مرفوع؟ عفوا، هل هو معروف؟
فاجابتها ابنتها أن الحمل مبني للمجهول، وأنها لا تعرف مَنْ كان سببا فيه، لأن أصدقاءها كثيرون، ولكنها تشك بالخصوص في طالب برتغالي، يدرس معها بالكلية..
فلما سمعَت رئيستُنا ذلك الكلام من ابنتها انتفضت قائلة:
-برتغالي؟ كيف يجرؤ برتغالي على هذه الفعلة؟ هل نسي ما فعله أجدادنا بأجداده وكيف قضوا على ملكهم السِّي باستيان؟
ثم شرعت المسكينة تحدث نفسها قائلة:
-لو كنتُ أعرف أني سألدُ هذه المسخوطة لعَقَدْتُ القُرُونَ في الوقت المناسب!
هكذا قضت السيدة الرئيسة يومين حزينين، تردد مع فيروز:
ياعاقد الحاجِبَيْنِ
على الجَنِينِ اللِّي جَايْنِي
وقد أصيبت بنوبة عصبية حقيقية، وصدق من قال: إن الأمراض العصبية امراض وراثية تنتقل من الأبناء إلى الآباء!
لكن هذه المرأة العظيمة تجاوزت كل ذلك وعادت بسرعة للكتابة والإبداع.
أما بالنسبة لي أنا، فقد عملت بنصيحتك، أيها الفاسق، وتابعتُ دروسا خصوصية في القراءة السريعة، وهكذا استطعتُ أن أقرأ ديوان الشاعر سريع الغواني في نصف ساعة.
وفي مجال الرواية، قرأت رواية زقاق المَذَاق لنجيب محفوظ في ربع ساعة.
وسوف أبعث لك لائحة قراءاتي السريعة في رسالتي القادمة.