كنتُ آخر من قرأ قصّته في اليوم الثّاني من ملتقى القصّة بمدينة جميلة تتوسّد الرّمل وتتغطّى بأعشاب البحر. خلا بي أحدهم وهو يزفر تغيّظًا وقال لي مؤنّبًا “ألا تستحيي من نفسك وقد بلغتَ من الكبر عتيًا؟”. قلتُ “ولِمَ أستحيي؟”. قال “تشبّب فتاة في سنّ أبنائك؟!”. قلتُ “إنّه الحبّ الذي لا عمر له يا سيّدي”. قال “إنّك والله لا تستحي”. سألته “هل استمعتَ إلى قصتي كاملة؟”. قال “لا، لم أفعل”. سألته “متى خرجتَ من القاعة؟”. قال “خرجتُ من القاعة حين وصلتَ إلى ذلك الفسوق في تشبيبك للفتاة في قصّتك المبتذلة”. قلتُ “هل تعرف من كانت الفتاة التي شبّبتها في قصّتي؟”. قال “لا أريد أن أعرف”. قلتُ “لِمَ؟”. قال “لأنّك أترعتَ قلبي غضبًا بفسوقك”. قلتُ “ملامتك باطلة يا هذا؛ لأنّ الفتاة التي شبّبتها قد تعشّش حبّها في سويداء قلبي وعرّس فيه. وإنّها والله لم تكن سوى “فلسطين” الحبيبة”…
بقلم الروائي محمد مباركي
بقلم الروائي محمد مباركي