مقتطف سيد التوني - منطقة محظورة

لا بد أن تدخل منطقة الأسرار
ولو مرة واحدة في العمر
واجه شياطينك المصفدة بكثير من الحزم
أخرجْ القمقم
وادعكْ المصباح
لن يستجيب لك العفريت
سوف تصيح أنت بصوتك المكتوم
( شبيك لبيك)
بينما ترتعد فرائصك
ثم تبدأ مراسم الاعتراف
تشجعْ
ابدأ دوما بالمناطق المظلمة
هيئ نفسك لتلقي العذابات
راقب شياطين الإنس والجن
وهي تحيك لك المؤامرات
لا تبخلْ على نفسك بالمزيد من الألم
اشربْ الكأس بلا ندم
في الصحو تَفقدُ المكاشفةُ معناها
اسحبْ كل أفكارك من الداخل
كما يخرجُ الجمل من سمِّ الخِياط
حددْ مجراً للدمع
حتى لا تحدث الكارثة
تشبثْ بحزنك المهيب
حتى لا تعود كما كنتَ طفلا يزرع الآمال
فى مفازات العدم
حيث كانت الفضائلُ ممكنةً
والبلايا عطاء
قلْ لشيطانك الرجيم
أنا هنا .... أريد أنْ أعترف
أريدك أنْ تدلني على الخطيئة
لأعيدَ تكرارها
دلني على الداء
لأتجنبَ الدواء
هبْ لي قصيدة لها فعلُ السيف
واشكرني أنْ صدقتُ كذبتك
تعمّدْ أنْ تغوصَ للخارج
أنْ تصلَ إلى أول الخطايا
لا لستَ هابيل – لم يصل الأمرُ بعدُ إلى هذا الحد –
قلْ لشيطانك : لا أخافُ من الفضيحة
أنا – حقا – أُحبُ أعدائي
أباركُ لاعنيّ
لذا سوف أبحثُ عن أول كذبة عشتُ عذابها وحدي
سوف أديرُ خدي للآخركي يراني على حقيقتي
هناك في الداخل الكثيرُ من الصناديق المغلقة
والتي صدأتْ أقفالها
هشّمْ الكل بمطرقة الاعترافات
تبينْ الغث من الثمين
اشرحْ لشيطانك كم فكرة راودتك عن نفسها
وكم مرة غلّقتْ الأبواب
أنتَ جبان
فكم ضيعتَ من مسرات
لأنك لا تُحسنُ الإصغاء
ولا تتعلمُ من مواقع النجوم
فشلتَ في أسفارك كلها
ولم ترجع سوى بالخسارات
لديك قلبٌ كالفجوة
لم يستطعْ يوماً أنْ يحتفظ بساكنيه
لماذا هربوا منك ؟
ولماذا تدعهم يرحلون ؟
تبيتُ غائباً عن الوعي
بينما العالمُ من حولك يعبر المجرات
على سحابة باردة
هل لديك القليلُ من الوقت؟
تعالَ إلي آخر الخسارات
حيثُ كبرى الكبائر
يوم سقطتْ الشمسُ في شرَكِ الأفكار
ولم تمدْ يدك لتسحبَ الغطاءَ عن وجهها الحزين
كاذبٌ أنتَ , فدموعك لحظيّة
وعذاباتُك لا تعدو عذابات كلبٍ شريدٍ
يقذفهُ السفهاءُ بالحجارة
أين طموحاتُك الباهرة؟
تركتَها تتمزقُ كالظلال الباهتة لشجرة عتيقة
تثقبها قطراتُ المطر في يوم بارد
مرتْ بك الأيامُ وأنت تجمعُ الذكريات والأحزان
ترتّبُها في حقائب في قبوك السري
وآن لك أنْ تفتح الباب
لتواجه شياطينك المرعبة
كي تنام في سلام

* من ديوان ( كذلك سولت لي نفسي) عن دار روافد للنشر والتوزيع

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى