ديوان الغائبين ديوان الغائبين : موسى شعيب - لبنان - 1943 - 1980 م

موسى محمد علي شعيب.
ولد في قرية الشرقية (التابعة لقضاء النبطية - لبنان)، وتوفي في بيروت.
تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة قريته الشرقية (1949 - 1952) ثم انتقل إلى مدرسة الدوير التي حصل منها على شهادته الابتدائية عام 1954، وانتقل بعد ذلك إلى الكلية العاملية في بيروت، ومنها حصل على الشهادة الابتدائية العالية عام 1958. وفي عام 1961 انقطع عن متابعة دروسه للمرحلة الثانوية - وهو على أعتاب نيل شهادة البكالوريا - تحت إلحاح حاجته إلى العمل.
التحق بالبكالوريا السورية الموحدة أثناء عمله مدرسًا، فحصل على شهادتها عام 1962، وفي عام 1964 انتسب إلى قسم اللغة العربية وآدابها في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالجامعة اللبنانية، فأحرز الشهادة التعليمية في اللغة العربية وآدابها عام 1968، ثم انتسب إلى قسم دبلوم الدراسات العليا في الكلية نفسها، وناقش رسالته بها عام 1979.
عمل في بداية حياته موظفًا في دائرة التنظيم المدني في بيروت، ثم تركها ليعمل في حقل التعليم، فقد عين معلمًا في بلدة أنصار الجنوبية عام 1962، وفي (1963) انتقل إلى بيروت ليعمل مدرسًا في مدرسة البسطة الأولى، ثم اضطرته الظروف المادية إلى التعاقد مع مدرسة خاصة في برج البراجنة.
عين في عام 1969 مدرسًا للتعليم الثانوي في ثانوية بعلبك الرسمية، وفي عام 1970 نقل إلى ثانوية النبطية الرسمية، ثم نقل بقرار تأديبي في عام 1971 إلى
ثانوية بشري الرسمية شمالي لبنان، ليعود بعدها إلى ثانوية النبطية.
فصل من الخدمة بحجة نشاطه السياسي المخالف للأنظمة المرعية في قانون الموظفين، وذلك في عام 1973.
كان عضوًا مؤسسًا للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وبقي عضوًا في الأمانة العامة حتى عام 1977، كما كان عضوًا في اتحاد الكتاب اللبنانيين.
كان له نشاطه السياسي، فقد شارك في تنظيم إضرابات المعلمين في المدارس الرسمية والخاصة، تلك الإضرابات التي فصل على أثرها من وظيفته.
شارك في تأسيس المؤتمر الوطني لدعم الجنوب، كما أسهم مع عدد من أدباء الجنوب في تأسيس المنتدى الأدبي الجنوبي.

الإنتاج الشعري:
- له مجموعة شعرية - وزارة الثقافة والإعلام - دار الرشيد - العراق 1981. (الديوان في 456 صفحة)، ونشرت له مجلة القدس العديد من القصائد، منها: «لمن أكتب» - السنة الثالثة - العدد الخامس - مارس 1968، وله عدد من القصائد المخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- له دراسة أدبية تقدّم بها لنيل شهادة دبلوم الدراسات العليا - قسم اللغة العربية - كلية الآداب والعلوم الإنسانية - الجامعة اللبنانية 1979 «مخطوطة».
بشعره نزعة وطنية قومية، مؤمن بقضايا أمته التحررية، ومدافع عن حقها في العيش حرة كريمة. ينحاز للكادحين من العمال والفلاحين. ينبذ الطبقية.
المرأة لديه رمز للوطن، وتغزله فيها نشيد للساعين في طلب العزة من الشرفاء. يميل إلى استثمار الأحداث التاريخية بقصد تأملها، والتقاط ما تحويه من العبر، وله شعر في الرثاء. تتسم لغته باليسر مع ميلها إلى البث المباشر، وخياله نشيط. كتب الشعر باتجاهيه: العمودي الذي يلتزم الوزن والقافية، والجديد الذي يتخذ من النظام السطري إطارًا له مع تمسكه بما توارث من الأبحر الخليلية في عملية البناء.
نال جائزتين في مجال الشعر من كلية الآداب بالجامعة اللبنانية في عامي 1965، 1967.

مصادر الدراسة:
1 - موسى شعيب - الشهيد الشاهد - 1980.
2 - الدوريات: جريدة اللواء - العدد 3411 - يوليو 1980، وجريدة جماهير لبنان - العدد 182 - أغسطس 1980.

غزل الكادحين

من ذيول السحب في الإصـبـاح بـيضـاء نقـيَّهْ
مـن ورود الروض فـي الأسحـار فرعـاء نديَّهْ
من فؤادي من سهـادي، مـن ظنـونـي القـرويّه
من رؤى عينين لم تعرف - عدا الرؤيا - خطيّه
ألف حـب وتحـيـه لك يـا أحـلى صـبـــــيّه
حلوتي موهوبة العيـنـيـن مـن دنـيـا شهـيّه
فيهـمـا قـد جـمع الرحـمـن أحـلام الـبريّه
إن فـي عـيـنـيك للأحـلام واحـاتٍ قصـــيّه
آه لـو ضمّ هـوى عـيـنـيك أطمـاعـي الفتـيّه
آه لـو كشّفت فـي عـيـنـيك أسـرارا خـفـيّه
لـو عبرتُ الـدرب لـو حطمت أسـوارا عتــيّه
لقتلـتُ الشكَّ، أخرست سؤالاتـي الغبـــــيّه
لا تقـولـي ابن مـن أنـت، ومــن أي هُويّه؟
أنا يا حسناء من هذي الـمـلايـيـن الشّقـيّه
أنـا لا أمـلك قصرًا وضـيـاعًا يـا صـبــيّه
أنـا زادي حـبِّيَ الطفل وروحـي الشـاعــريّه
جَعبتـي مـلأى بآلاف الأسـاطـير، غنــــيّه
بحكـايـات عـن «الشـاعـر والـبنـت الثريّه»
عـربـيُّ أنـا، والكِلْمَةُ عـندي يَعـرُبـــــيّه
هـي مـا دنسهـا لـحنٌ فتبـدو أجنـبـــــيّه
إنها بنتُ ضمـيري الـبكر لـيست بـالـبـغـيّه
وضمـيري ابن شعب جـاء للفقـر ضحـــــــيّه
عـاش يستجـدي الـحذاءات وكـم كـانـت وفـيّه
ويشـيل الطنّ مـن أجل لقـيـمــــــات زريّه
إخوتي العمال أصحاب الزنـود «العـنـتـريّه»
والجباه الشـامخـات السمـر والنفس الأبـيّه
فكرتي بنـتُ الجـراحـات استلاذت بـالـتقـيّه
غزلـتهـا جـدتـي والخـيـط والآه الشجــيّه
كل يـومٍ يـقتل الـحـرمـانُ فـيـهـا عبقـريّه

***

الأصابع الآثمة

ورجعتِ تختـالـيـن فـي أفقــــــــــــــي = والكـون مـنك يـمـوج بـــــــــــــالعبَقِ
رحـل النهـارُ وشمسه انـتحـــــــــــــرت = وتخضَّبت مـنهـا يـــــــــــــــــد الأفق _
رحـلَ النهــــــــــــــــار وذاك بعض دمٍ = مـا تحسبـيـن تــــــــــــــــورد الشفق
أحـلامـيَ الـبـيضـاءُ دمّرهــــــــــــــا = رُعْبُ الظلام وثـــــــــــــــــورة الأرق
مـا عـاد عـمـري غـير أتـــــــــــــربةٍ = مـجـبـولةٍ بـالـدَّمع والعــــــــــــــرق
لا تـرقبـي مـنّي رجـوعَ ظـــــــــــــــمٍ = كَلِفٍ بأحـلام الهــــــــــــــــــوى نزق
فـمـواسمـي أضحت ولا ثـمـــــــــــــــرٌ = وبـيـادري مـجهــــــــــــــــولة الطرق
أنـا قـاربٌ يجـري بـــــــــــــــلا هدفٍ = وخلاصه الـمـرجـو فــــــــــــــي الغرق
غنّيـتُ لـحن الـحـبِّ مـن ألـمــــــــــــي = وسقـيـتُ تـربتَه بـدفق دمـــــــــــــــي
كـم فـارق السّمـار مـن سمــــــــــــــرٍ = كـم أعـيـن نـامت ولــــــــــــــم أنم!
وبقـيـت أحدو الشّعـر قـافـــــــــــــيةً = مـرنـانةً سكرى عـلى قـلـمــــــــــــــي
وشدوتُ للعـشّاق أغنــــــــــــــــــــيةً = عذراءَ أبـهى مـن صِبـا الـــــــــــــحُلُم
طـافت مع الأوهـام فـــــــــــــــي جُزرٍ = لـم يجتـرحهـا خـــــــــــــــاطرُ النسم
ألـبستك الـتـيجـانَ مـن حُرَقــــــــــــي = وكـسـوتك الآمـال مـن سأمــــــــــــــي
وأقـمت مـن عـيـنـيك لــــــــــــي صنمًا = فإذا فؤادك شُقّ مـــــــــــــــــــن صنم
ولأنـت لـولا خـفقُ جـارحتــــــــــــــي = عـدمٌ يغـيب صداه فـي عــــــــــــــــدم



220px-موسى_شعيب_Musa_Cheaib.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى