حسن غريب أحمد - جدلية الجسد والمكان والموت في «تل القلزم»..

عالم محمد الراوي الإبداعي
لكل مبدع عالمه الخاص الذى يعيش فيه ويظل ظله ممتداً في أعماله ولا يمكن الوصول إلى سره وسماته إلا بالمعايشة لأعماله حتى تكتمل الصورة اكتمالاً يكشف عن أفكار ورؤى المبدع، وعالم الروائي والكاتب محمد الراوي عالم ليس سهلاً كما يخيل لأول وهله كل من يقف على بابه أو يلجه بسرعة... ولكن القراءة المستنبطة للنص من الداخل تكشف عما يموج به عالم هذا الكاتب... وهو عالم ليس بسيطاً ولكنه عالم متشابك بأفكار متباينة تحتمل فلسفة الكاتب في جدلية الجسد والمكان والموت وكذلك الموت والساسية.. وإذا كان هذا العالم يبدو عالماً وردياً تستنشق شخصياته فيه عشق الأرض والوطن حتى النخاع مثل الهواء فهذا ليس إلا شكلاً يصوغ فيه الكاتب مضامينه الروائية وإن بدت كتاباته متشابهة ولكن المدقق الفاحص يعرف إنها تختلف اختلافاً بيناً فالكاتب في كل جزئية من الرواية يضع فكرة جديدة.
و قد أصدر كاتبنا العديد من المؤلفات القصصية والروائية منها "الركض تحت الشمس" قصص قصيرة – 1973 و"عبر الليل نحو النهار" رواية - 1975 اتحاد الكتاب العرب دمشق، وطبعة ثانية لذات الرواية 1993 من خلال سلسلة أدب الحرب بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
ثم صدر له رواية "الرجل والموت" 1978 مجلة الموقف الأدبي السورية – دمشق – وطبعة ثانية لذات الرواية إلى جانب قصص قصيرة 1985.. في سلسلة الإبداع العربي بالهيئة العامة للكتاب.
ثم صدر لكاتبنا ايضاً رواية "الجد الأكبر منصور" دار آتون القاهرة 1980 - وكذلك مجموعة قصصية 1981 - المركز القومي للفنون والآداب – القاهرة، ورواية "الزهور الصخرية" 1990. م سلسلة أصوات أدبية الصادرة عن الهيئة العامة لقصور الثقافة بالقاهرة وصدر له " بانورما الحركة الأدبية في أقاليم مصر " مايو 1981 – الكلمة الجديدة السويس. وكذلك صدر لكاتبنا "أدباء الجيل يتحدثون" أكتوبر 1982 – الكلمة الجديدة السويس.
وبعد كل هذه الكتابات يصل بنا كاتبنا محمد الراوي إلى آخر ما كتب وهى رواية "تل القلزم" 1998 الصادرة عن سلسلة أصوات أدبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة.
إن رواية "تل القلزم" للكاتب محمد الراوي تكشف على الفور لقارئها وعيه المرهف الخلاق بأن كاتب القصة لا يبنى عالماً بل يشق طريقاً، لا يرفع هرماً بل يبني ويصنع مسلة ولا ينقلنا إلى العمق بمئات التفاصيل التي تحيط بالمعضلة بل يقنعنا بالمعضلة ذاتها ولهذا كانت القصة شبيه بالشعر فهي ليست صنعه تفكير ولا صنعه هندسة بل ولا صنعه خيال بقدر ما هي صنعه حساسية. ** تشكيل الواقع الروائي "لا ينتسب إنسان إلى أرض.. ليس له موتى تحت ترابها ".
ربما كانت هذه العبارة نموذج ندخل من خلاله فضاءات محمد الراوي النصية، التي تبوح بما لديه من أرق ومن تشكيل جديد للواقع الروائي العربي.
أنه يختلق الأساطير ليوظفها في روايته في قالب واقعي ينسى من خلاله المتلقي أنه بصدد قراءة أسطورة فيحاكيه – دونما تفكير – ويأخذ كل منها بيد الآخر نحو البحث عن الخيال بما هو الواقع، وعن واقع يشكل الخيال.
و المتتبع لإبداع محمد الراوي يلمح عناوين قصصه ورواياته التي سبق أن أشرت إليها تشي بحالته – هذا الاختيار لتلك العناوين لم يأت من قبل الصدفة بل من قبل العمد لدى الكاتب لأنه يبحث عن دواخل نصه وأرضه ووطنه فلا يلقى كليهما فيعاود البحث ويعود منزوياً مجتازاً أحزانه التي شكلت أحزانه العامة الأرض إلا أنه يقنع مشاركاً في الإبداع، إذ يربط ما يقرأ بمكان مخيلته وبزمان يعايشه.
و يعني برواية "تل القلزم" أو قلزوما – أو كليزما إنها أسماء قديمة لمدينة السويس أصلها بيزنطي ويوناني... وهذا يجعلنا نلج إلى داخل الراوية ونجد أن الأرض هي المحور الأساسي الذي ترتكز عليه أعمال الكاتب لأنه يراه ضرورياً للإنسان فهو يرى أن الإنسان بدون أرض لا يعيش ولا يتصور أن يرى مجتمعاً يعيش بدون موتى على أرضه.
الأرض تمثل عند بعض شخصياته الأسطورية والواقعية شاطئاً تأنس إليه عندما تتأزم الأمور ويتمثل ذلك في حب "آجي" و"ارسينوي".
صراخ الشاويش مصطفى آخر الليل برفقة أخته "آجي" ورفضه لفكرة الزواج وارتباطه روحياً بشقيقة "آجي" وعدم زواجها حتى بعد استشهاد أخيها الشاويش مصطفى. ** جغرافية المكان وسماته في الرواية وفي المستوى الثاني الداخلي للزمن يسعى النص إلى كتابة الأسطورة والعكس صحيح في الوقت نفسه ويكشف هذا التبادل للأدوار عن ارتباط عضوي بين فكرة وجود الملك " سوس " بيننا بتابوته الذى يؤرخ زمانه ومكانه وسيفه الذي يحمى به المكان "تل القلزم".
كذلك تتماهى تحولات الجسد مع تحولات الأسطورة ويبدو كلاهما وكأنه يفتش عن وجود في الأخر.
"فزكريا" يبحث عن الزمن الجميل "سوس" والزمن الحاضر "آجي" التي افتقدها فجأة.. فغاب بصره ولم يعد يرى إلا بالبصيرة.
"احتفظي بدهشتك يا آجي ولا تفقدي إحساسك بملامح هذه الصورة، انني أعتمد على إحساس في الرؤية بعد أن اتعبتني عيني. إنني ارتدى هذه النظارة ليراني بها الناس" ص 69.
وهذا ينم على أن البطل في الرواية "زكريا" يبحث عن بدء جديد وإعادة رؤية وقراءة وتساؤل ليس فقط عن طبيعة المصير للأرض والجسد الذي سيؤول إليه كلاهما وإنما عن حقيقة وجودهما "آجى – سوس" وجدوى هذا الوجود أصلاً. **البناء الأسلوبي في الرواية يترادف مع هذا النص الألفاظ الرائعة التي يصنعها الروائي على رأس كل فصول الرواية "قد نستسلم للأشياء في أشكالها الظاهرية، وقد يجوس البصر فيها ولكنه لا يغيرها"، "العين تعاشر الأشياء ايضاً "، وقد اثملتها مياه الخليج الهادئة في نفس الوقت التي ظهرت فيه قمة أعلى روابيها"، "تسرب خيط من الدم الأحمر القاني أكسبته الشمس لمعة مدهشة"، "أن إيقاع أقدام الناس على الأرض ليست إلا بصمات كبصمات الأصابع"، "وعندما ألصقت فمي، أحسست بجسدي يصفر ويصفر، كان جسدي الذي صار جسد طفل متعلقاً بصدرها وقدماي تلمسان الأرض"، "إنها الشمس التي تطلع فتهب الحياة الجديدة في كل مرة في مقابل كل شيء تأخذ شيء آخر تعطيه" وغيرها.
وهي ألفاظ تتجاوز المعنى الشكلي الضيق وإنما تشكل ما يشبه المفتاح أو الإشارة الأولية للدخول في طقس تفاصيل وسرد الرواية ومن ناحية أخرى تهيئة القارئ لاستقبال مباغتات النص من الزمن الماضي وربطه بالزمن الحاضر من عبر شواغله الخفية الصارمة.
بالإضافة إلى هذا فإن النص يتعامل مع الأسطورة بمزاجها بالواقع من خلال حركتين تتوازيان صعوداً وهبوطاً في النص سواء في جوهرها التراثى المطلق أو في عيانها الواقعى المباشر.
أن رواية "تل القلزم" تخامر الأسطورة في لحظة عبورها إلى الواقع وتحاضر الواقع في لحظة عبورها إلى الأسطورة والنص في حركة صعوده وهبوطه لاحدهما يصنع حركته الخاصة ولا يجعلها مرهونة بوجود أحدهما أو كليهما معاً.
"خرجت ارسينوى تاركة بطليموس في المدخل، كانت ترتدي ثوباً شفافاً على جسدها، وكانت تلتمع في الظلام، تقدمت حافية القدمين من الشاطئ... ارتعشت مياه البرزخ تحت قدميها وبينما هى تمد ساقيها العارية داخل المياه، انسحب شريط الماء إلى الوراء وتراجعت الموجات في ضعف.... وكلما وضعت ساقا في الماء تراجع أمام عمود الضوء فتدوس على الرمال المبللة ولا تصل إلى الماء أبدا" ص39-40.
وفى مقطع آخر من الرواية.62،61
"رأيت الملك سوس وهو يرتدى عباءته الحمراء وقلنسوته الفضية المطعمة بالياقوت والمرجان ممتطيا فرسا عظيما تندفع من فوق الطابية إلى أسفل وهو يلوح بسيفه الضخم البراق وحينما اقترب منى معترضا طريقى رايته يمد لي يده وهو يحاول الابتسام.
قال لي بصوت أجش لكنه حزين كيف حالكم
قلت :إنهم هناك في بيوتهم وتوقفت عن الكلام عندما تحشرجت أنفاسي، مسح قمة راسي بكف يده وتجاوزنى بفراسته متجها ناحية بيوتنا ".
نلاحظ هنا أن المسافة تضيق ـ في أحيان كثيرة ـ بين الواقع والأسطورة لكن تظل ـ دائما ـ هناك حدود واضحة وفاصلة بين المضمون الرمزى للأسطورة والمضمون الواقعى للواقع.
كما لا يمكن في رواية "تل القلزم" أن نفسر سعى البطل اللاهث ـ في النص ـ لاستوائه على جسد وروح بأنه يتماثل ضمنيا مع محاولة إيجاد مركز أو معنى يفسر عبثية الواقع وفوضاه الطاغية وهذا يتضح جليا في ص70،71من الرواية:
(كيف لا أرى الكلمات واكتفى بسماعها فقط، إن التاريخ في داخلى، لا أحتاج إلى عينان لرؤيته لكن الكلمات في حاجة إلى البصر)
ـ أن الناس لا يعيشون بالقراءة كما إنهم لا يموتون بدونها.
ـ إنهم ميتون ـ ماذا جرى لك؟ الم يكن من بينهم من ضحى بحياته حتى تعيش أنت ؟ هل كان في حاجة للقراءة حتى يفهم ولماذا يضحى ؟
- ليسوا في حاجة إلى فلسفتك، إن الحياة ليست في حاجة إلى كل هذا التفكير يكتفى أن تعيش والدنيا تدبر نفسها بنفسها.
- أن التاريخ لا يدبر نفسه يا آجى..... ألخ
إن النص يلعب على هذه الإشكالية، ويوسع مداها، لكنه لا يقدم حلولا محددة لها.
أنه يضعها في مفارقة شديدة التوتر، حيث ينتهك بالواقع نفسه قدسية "الملك سوس – ارسينوى" الأسطورة ويخترق ديمومتها المطلقة، بما تحمله من هواجس الواقع " زكريا – آجى – سارة – الشيخ عبد الرحمن – خال زكريا – أم زكريا – الشاويش مصطفى – كاترين" هذه الهواجس والدلالات الذاتية والميثولوجية مختلفة. ** الاحكام والاتقان الشكلي و في الوقت نفسه يتعامل – محمد الراوي – مع الأسطورة من منطلق الواقع المرير – على أنه شيء قابل للتكرار والاستعادة والتصديق من داخل نسيج الواقع، أو النص نفسه وبالمقابل ينتهك النص عبثية الواقع ويضعه دائماً في إهاب الأسطورة، أو على حالة السقوط فيها، فيصير الواقع نفسه شيئاً غير قابل للتصديق – هذا الحراك بتشابكه وتداخله في النص يفضي دائماً إلى ثمة واقع يتشكل داخل وخارج رحم الأسطورة نفسها، وفى الوقت نفسه، ثمة أسطورة تتشكل داخل وخارج رحم الواقع نفسه.
هذه الحركة المزدوجة المركبة تصنع نوعاً من الماهية الملتبسة للعناصر والذوات الفاعلة في النص.
فهذه العناصر تتناهى إلى مصائرها في طريقتين متضادين في وقت واحد، هما الأسطورة والواقع، بل أن لحظة تجلى هذا الذوات والعناصر لا تكتمل إلا بلحظة خفائها المباغت.. " اندثر الملك سوس يا آجى، وانمحى من نفوس أهل تل القلزم، وتحول إلى خرافة كما " أرادت السلطة "، " لا أنه الملك سوس لقد رايته وتكلمت معه – وضعت يدى على جسد فرسته، لما وضع يده فوق رأسى، كان دائماً يزورنا في الأحياء التي نسكن فيها، كان يحمينا وسيفه لم يكن له مثيل.. "، " هل قلت لى أن اسمك زكريا ؟ اننى أكاد أراه في عينيك الملتمعتين. هل كل أهل القلزم مثلك ؟ يحبون الملك سوس مثلك ؟ نعم – إذن لا تفتح هذا التابوت، وليبقوا على حبهم له ".. وغيرها يساعد على الالتباس – في تصورى – في تفتيت الثنائية الماثلة للحلم المنظر والأمل المرتقب – تلك الثنائية المتمثلة في الماضي " الملك سوس " الحاضر " كفاح ونضال تل القلزم في كفاح عبده ضد الإنجليز وعدم جلاءهم من الكفر إلا ساعة الصفر المرغمة..
إنها طبيعة الذوات الفاعلة في الرواية،ويجعلنا الروائى ـ محمد الراوى ـ لانقبض عليها في مضمون واحد أو دلاله محددة، بل في حالات مركبة،تتعدد مستويات تشكلها فىالنص.
يبرر هذا أيضا صورة " زكريا " للتشبث والتعلق بالبطل الملك سوس " وضعف البصر بمدلولة ذكية جدا من الكاتب لنظرته الواهنة الى المستقبل المبهم..صورة عميقة تبدو كائن سلبى مشوش البصر والبصيرة، فاقد الوعى بذاته لكنه مع ذلك يتسم بقدرة غامضة،تكاد تكون سحرية ذات تأثير وفاعلية على البنات في عيانها المرئى وغير المرئى في الوقت نفسه وهذا يتضح في ساق خال زكريا التي بترت أثناء مقاومتة ودفاعه عن تل القزم ومقاومته ضد الإنجليز وتشبثه بيده المبتورة ينم عن تمسكه بدفنها في أرضه وارض آباؤه وأجداده التي اختلطت بها رمال تل القلزم فلم تعد تميز بين يده المندثرة وباقى جسده على سطح الارض. **المزج المتقن في الرواية " قال لهم متوسلا وهو في المستشفى انه الذى سيقوم بدفن ذراعه بنفسه وإنهم يجب أن يحافظوا عليها بصفة أمانه في الثلاجة لحين شفائه.."،" ويكمل خالى : لا تدعى أحدا يأخذها ـ ذراعه ـ وانتبهي حتى لا يأتي الإنجليز ويأخذونها فهى سبب هزيمتهم ".
وأحيانا تتماثل "الذراع " مع رمز" سيف سوس " وهو رابط مقدس بين الأرض وسطحها كما أن لهذه الرمزية دلالة قوية لها حضور وطبيعة خاصة وقدرة على تجريد الأشياء عن ماهياتها البسيطة وتحويلها إلى رمز مركبة الدلالة. **عبق المكان وعبقريته ونتابع أنغام وحركات هذه الرواية السيمفونية المتعددة الرؤى المستويات وارتفاع وحدة السياق والانطباع لنتوقف أمام نغمة رئيسية أو حركة ذات عزف ملتاع ومكثف هو بعد الموت، الموت غير المرئى والفيزيقى والشعور المحبط بالافتقاد والزوال ونذر النهاية والعدم، وتتأكد مقاربة الموت الشعورية والوجدانية والعقلانية في سياق وإطار وهيمنة المكان ومفردات خصوصيته...المياه والأرض ولا نهائيته وتحولاته مع البحر وشموخ تل القلزم وتآكل جدرانه وانهيار المنازل القديمة المتساندة والمتداعية " ستشعرين بمسام جسديك يا اجى"وهى تتفتح لتمتصه وتتلذذين بمتعة الاحساس بنظافة الملابس فوق جسدك دعينى انزع عنك ما تبقى فهو ليس يصلح لك بعد ذلك"
أن الكاتب محمد الراوى لديه البصيرة الفنية الثاقبة ونفاذ الرؤية لتقديم المعطى الفكرى والشاعري الإنسانى والوجود فيصبح فعلاً روائياً وقصصياً له نسقه المؤثر والمترجم للدلالة المخبأة خلف حركة الحدث ومجلى الشخصيات وجوهرها الإنسانى.
جاءت نهاية الرواية بمشهد دافق ومتحرك ومتوتر ينبض بإيقاعات شتى لأحاسيس تجسد الوهن والقوة والتآكل والتماسك والأسى الملتاع ونذر النهاية " لن تبوح عيناى ولا لسانى بما رأيت، إذا كان في وضعك هذا مشقة فنامى بظهرك على البلاط فكم هو مريح أن تتسلل الرطوبة المنعشة إلى جلدك وعظمك.. خذى منى أول دفقة ماء لتعيد إليك الحياة ".
لقد جاءت نهاية الرواية بخلق كاتب لديه مهارة شاعرية في بنيته النصية جدلية المكان وانتقالات بطيئة لــ" آجى " وهى تودع الحياة – وهو يتشبث بها.
بهذه التجسيدات الرمزية وتقديم الصورة – الصورة – الفكرية - تعايش رعب وهزيمة الموت لإنسان ليس كمعطى جاهر بل كصيرورة حيث يقع في دوامة حركة البطء والتمسك بحياة أمل جديد واستمرار تدفق المياه والدفقة والعظم – ترمز إلى أن الإتقان الأسلوبي وعمق رؤى أصلية نجحت في إعادة الاعتبار للرواية المصرية الجديدة التي يبدعها الكاتب القدير محمد الراوي.. يبقى أن أحيى هذه الرواية وكاتبها – بما تحمله من خبرة روائية طازجة وحية، قادر على تجديد دمائها وإثارة الدهشة والأسئلة الحقيقية، ليس حول الرواية وإنما – أساساً – حول الجسد والأرض والموت في أعماق وجودها وأساطيرها وواقعيتها التي لا تنتهى إلى أبداً.

الخميس 2003/08/14


هوامش

1) يوارى لوتمان، مشكلة المكان الفني، ت. سيزا قاسم دراز. ألف – مجلة البلاغة المقارنة، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، العدد السادس ربيع 1986، ص 89.
2) سيزا قاسم دراز، المكان ودلالاته، المرجع السابق ص 79 . *


* حسن غريب أحمد، عضو اتحاد كتاب مصر، عضو نادي القصة بالقاهرة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى