حسين الحموي - قصائد..

1 ـ هذيان

كل الأشياءْ,
كل الأسماءْ,
يسكنها وجع الهذيانْ
هذيان يغمر وجه الأرض.
هذيان في كل مكان.
صار الشخص الواحد مفصوما نصفين:
نصفٌ أقعده الغثيان.
ونصف شرده الهذيان.
فبأي الآلاء الشوهاء نؤامن?. من بعد خراب.. الثقلين.
وبأي الأفعال النكراء, نسبِّح, من بعدِ..
فِصامِ الإنسان إلى نصفين


2 ـ عتاب

يا من تحمل لي قلباً صخرياً, وضلوعا سمكا بحريا.
ولساناً منشارياً.
خُذ قلبي وتمعّن فيه.. تجد كيف تَفَتَّحَ فيه الورد الجوري,
وكيف انفتحت كل نوافذه, للشمس, وللحب,
وكيف ارتسمت في صفحته, صورة إنسان.


3 ـ قصيدة الصمت

كرنفال الشعر في الموكب يمشي حاملاً سيف النبوه
قطع النيل, ومد الجسر بين الضّفتين
ثم شق البحر كي تعبر فرسان القصيدة
فهوى أول فرسان بني حمدان في أول هوّةْ
وتوالت خلفه كل الخيول العربيةْ
تندب الشعر على قبر الحسين
وتغني طرباً, في القادسيةْ
صار شكل الشعر مثل الماء في ثوب الدخان
يمسك الطبلة والزمر, أمام الموكب الرسمي, يمشي باتزان
ضاع صوت المتنبي والمعري في زحام الشعر يوم الكرنفال
من ترى يُسمع سيف الدولة - اليوم - قصيد المهرجان?


4 ـ موقف

نخلة واحدة, غابت عن الموكب, لم تقبل حضورَ المهرجان
داهمَتْمها الريح من كل الجهات
ورمتها, فوق صدر التيه, شلاَّء اليدين,
كَسَّرَتْ أغصانها البكر على مر الزمان
أسقطت أوراقها الخضراء, كي تعْرى ولا تقوى على صد الرياح
ثم ألقتها بلا صوت, بأحضان العراء.
أمعنت في قهرها عشرين عاما أو يزيد.
علّها, تحني لها الهام وترضى بالهوان.
فتعرَّتْ, ثم جاعت, ثم ماتت في ثياب العز من غير انحناء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى