أحمد راسم - ماروخا القرطبية.. شعر - ترجمة : البشير السباعي

الغجرية النحيلة التي سألتها عن طالعي عند زاوية السكة الفسيحة، تقول لي: "كفك لا تروق لي. اسْتَعِدْ قطعة نقودك وأرني عرض ظهرك.
لماذا لا ترحل ياصاحبي؟ ولماذا هذه الابتسامة
فجرحك مفتوح؟
على حافة الماء نساء معتوهات كحزمات من قصب السكر.
أرم لهن قبعتك وسوف يمشين فوقها.
وداعًا، يا ابن روحي، وليكن الزمن لك لا عليك.."
إذ ألحف في السؤال ويدي ممدودة،
تقول الغجرية النحيلة مستسلمة:
"تأمَّل هذه الخطوط .. إن حياتك أرض بور..
كل زهرة تلمسها تذبل..
بعضهم يزرع الشر في طريقك،
كي تجنيه أنت.
لكن ما الذي يهمك
وأنت تملك في قلبك الصخرة.
لا تكذب، فأنا أراها.
يومًا ما، رمت شقراء هزيلة
في قلبك
صخرة حبها،
حبها الأنثوي،
صخرة سوداء عظيمة.
تستقر الصخرة في القلب
وإلى الأبد..
لكن لماذا هذا الابتسامة وجرحك مفتوح؟
على حافة الماء غير بعيد عن الدير، نساء ينشدن أغنية شجية شبيهة بأغنية النوافذ الملونة التي تلف صورة عذرائنا بالنور. لتهتد خطواتك إليهن.. ولتملأ أصواتهن قلبك بالسكينة..
يا ابن روحي،
إن الآلام التي تنتظرك
تشبه أمواج البحر
تتراجع أمواج.. لتفسح المكان لأمواج أخرى
وهذا سر صفاء قلبك..
يوم ولدت
سقطت قطعة من السماء.
وإلى أن تموت،
سوف تظل السماء على هذه الحال،
لكن اسمع:
لا تعد إلى وضع خلاصة ثقتك
على تنورة، حتى وإن كانت من الحرير.
ماروخا هي التي تصرح لك بهذه الأقوال الغامضة،
ماروخا، امرأة، مكروهة أكثر .. من دون جميع النساء..
لكن قل لي، أيها البائس ذو العينين اللتين من زيتون أسود:
فيم تستخدم هذا المظهر لراع صغير وقلبك، كما الوردة، له
أشواك صدئة؟
الوردة فقدت عطرها..
لا تنظر هكذا إلى هذه المرأة التي تمر.
إنها العذراء الوحيدة في هذه القرية اللعينة.
والآن، يا ولدي، يمكنك أن ترحل.
إن أحببتني يومًا،
عد وقل لي
لكن على مهل
كي لا أموت.."

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى