رضا أحمد - أسوة بالغرباء؛ دع الطريق يفكر عنا.. شعر

كيف يمكن لكلمة أن تمحو أصابعك؟
متى حدث أن اختفى عقلك في حب ما؟
لماذا يؤذيك شروق الشمس وأنت خلف بندقية أو مدرعة؟
هل استمتعت جيدا بمطاردة الخوف؟
أين بدأت أعراض ألزهايمر تصيبك
بعد أن فقدت قلبك مباشرة
أم قبل أن تخترق الغمامة التي تربيها في رأسك
منام الرجل الملقى قبالتك في صالون العزاء؟
حسبتك فريسة لا تقتنصها هذه الطقوس
ولا تعير حصتك من النبوة لمخالب الغيب،
..

تقول إتك وجدت الطريقة المثلى لاصطياد فراشة
دون أن تنصب لها قنديلًا في عينيك
-الضوء يبعد بضع أمتار من هنا؛
تعالي نذهب إلى حقول القصب
الحب دائما يبدأ في الظل وينتهي في غمضة عين-
لن تقيم لها حتما مذبحة لبعض الأزهار
على عتبة شرنقتها.
..

اكتب سيرتك في مناديل ورقية
وزعها في جنازتك
من الجائر ألا يجد المرء أسبابا مقنعة للبكاء
بعد أن تعطر بالكولونيا
وذهب طوعا بملابس الحداد لمسح فضلات كلب.
..

ليست مصيبة أنك مازلت تتعلم الرقص
جرب أن تضع ذراعيك حول خصر كل امرأة
رفضتك.
..

الورقة التي نجت من لطمات الريح
كانت فارغة.
..

في الحب لسنا ثعالب وحيات؛
الموت ليس في حاجة إلى السم بالكامل
كما أن الدفء ليس آمنا في الفراء.
..

لا ترضيك النهاية التي خلدوا تاريخك في قبرها
أطلب من الله إجابة أخرى،
ريما السؤال وحده لا يكفي؛
أنت مازلت على لائحة الانتظار
وهناك مكالمة جارية مع حداد غش قاتلًا
في شحذ سكينه الصدئ.
..

يا لها من حديقة صارمة
تلك التي وضعوا بداخلها شجرة تفاح!
..

تريد مزيدا من الحب
من فرص الانتخاب الطبيعي بين أقرانك؟
اصعد فوق كل مأساة كبطل شعبي أو انتحاري
دون أن تميز لمن هذه الدماء
أللغرباء الذين صاحوا: نريد حياة صالحة للأكل والشرب
حياة نرتديها أمام أطفالنا
ولا نخجل من جيوبنا الممزقة
والرقع التي تنصب شراكها قرب القلب دائما
أم للذين تورطوا معك في لعق جدران السجون
ولم يفروا إلى الآن؟
..

نعم دهستك دبابة من قبل
ونجوت
بينما تنحى ظلك جانبا قبل أن يصيبه الغثيان
والخوف الأبوي لمثل هذه المناسبات،
يقلق راحتك أنه تخلى عنك
لماذا؟
بعد أن سعى كثيرا لمقايضك برجل لا بأس به.
..

أتعرف من هي الحقيقية بين الأشجار،
ومن ذهبت إلى المسلخ وسط الزغاريد
وعادت بسرير فزع وطاولة جائعة؟
أنا أدرك أن أمي ليست شجرة تماما
ومع هذا أجلس في ظلها
وأجلب لها معي في كل مرة عنكبوتا
يكمل شباك العنكبوت الآخر الذي مات في قلبها.
..

يقول الحزن: أينا الشاعر؟
هو يلوح بمسدس خفي في سترته
وأنا أبحث في قلمي عن أثرٍ لدمي
وأكمل طريقي إلى صفحة أخرى.
..

اكتشفت أن ملايين النساء تشبهني
كلنا التقطتنا من الصور شبه عرايا
في مزاد ما
وتبادلنا الدور أمام المرآة وفي حضن الرجل نفسه،
كنا نعمل علي الوضع الصامت في المطبخ والحقل والزرائب:
وحين رزقنا الله بطفل
أخفينا عنه حقيقة أننا نحب الفساتين الحمراء والقمصان النايلون
والسفر الخائف بين الشعيرات السوداء
والرجال الذين يواظبون على قضم أظافرنا
ويزورون أسرتنا ليلا
وهدفهم وقتها أن نصرخ فقط؛
الرجال يفضلون هذا النوع من الألم والشكوى.
..

لعلك ذهبت بعظامك يوما إلى قطة جائعة
وحين أنكرتك بشيء يقال عند الشبع؛
ربطت بين موائها
والشظية التي استقرت في قلبك
كلما حدثت الصبيان عن السيدة جارتكم التي ترمي سونتانها من الغسيل
إليك فقط،
يقولون: ما بال زوجها الغبي لا يشتري المشابك المناسبة
والبعض يسري عنك أن لون لباسها الداخلي سيكون ورديًا
في المرة القادمة.
..

تكره الكتب لأنك تجهل ما فيها
وتعرف جيدا حجم ما في رأسك؛
تستريح للإجابات البسيطة حين تخرج إلى السينما
بصحبة قرطاس فيشار،
كيف ارتبطت الذرة بمشاهد الفيلم،
من أول مخترع للقبل كتعبير عن الحب في قاعة مظلمة؟
تلقي بجسدك على فتاة قبلت بدور الحبيبة مؤقتا
لحين تنتبها إلى أن الفيلم قد انتهى
ويعود بعضكما إلى الحياة
ويظل الآخر منتشيا بجراءة المخرج.
..

في الطفولة نؤمن بحقنا في امتلاك أحلامٍ مختلفة
وعندما نكبر
نسعى إلى الاستحواذ على النوع نفسه
من الفيلا والسيارة ومرتب مليونير لا ينقطع؛
هناك حكمة قديمة لا تعني هذا الوقت:
بإمكانك أن تقطع رأسك
وتستبدلها بحجر صامت أو حاسوب مبرمج،
لا تقتنِ عينًا ترى فوق كل شجرة ثمرة مختلفة
تحرر بداخلك جوعًا لرغبات تخيفك
وتدهشك.
..

بالإضافة إلى نكهة الحب التي تشبه طبيخ أمك
من في عائلتك يفتدي جوعك
بطهي أغاني الأعراس بتوابل العدودة
في كل ذكرى تنسى فيها أين بلغ بك الفقد.
..

من الذي ألقى القذيفة
في فم محارة آمنة من بين جيرانك في الحي الأنيق:
بووووم
كم فتن هذا الصوت رجلًا
وكم لؤلؤة تقاضت المرأة التي تحب
كي تضخ القبلات إلى شفتيك
بلا رغبة حقيقية في الجنس
أو مرافقة القتلة؟
..

لنعد إلى البداية: كيف لكلمة أن تحمي أصابعك؟

.........

رضا أحمد
مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى