إبراهيم الرحال - معطوفٌ إلى عُريك.. شعر

مالذي تبقى مني؟
ما أبقيت مني؟
وأنا السلاف بكأسك المدلوق..
انا المبدد، وكوكبي بيت السُخام
اصرخُ أعْمَى..
وأَقْتُلُ تَحَّرُرِيْ.
فأَنَّا بَعَدِي، أُسَاوِي الأَسْرُ
أَصِيْرُ وَحْشَةً، وأَصِيْرُ الْغِيَابُ
لِلْغَائِبِ، تَوْجَتُ عَثَرَاتِي بِالْنَزِيَفِ!
بِالْعِشْقِ صِرْتُ الْبَائِدُ.
وعَلْىَ الْظَّنِ أَكْثَرْتُ الْخَيَّالَاتِ/الْرُوَىَ
أَحْلَكُ مِنْ أُفْقِيْ، وأَضَيَقُ مِنْ طَرِيْقٍ حَافِيَةٍ
أَرْمِيِ أَقْمَارِيِ وأَدَعُو لِلَحُبٍ..

أَدْعُو لِلْجَرَائِر..
الْصُدَاعِ..
الْضُؤِ..
الْصَّبْوَةِ، والْصَّبَابَةِ
أَدْعُو لِكُلٍ، خَلاَ وَجْهِ اللهِ!
***
الْخَوْفُ بِقَلْبَكِ كَالِحٌ
مَغْفِرَةٌ لِسَرِيْرَتِي
ثُمَّ أَدْعُوُكِ، أَنْتِ بِذَّاتِكِ!
أَدْعُوُكِ لِلْذِي تَبَقَّىَ مِنِي..
دَمِيْ الْمُعَبَأَةُ فِيْ كُؤُوسِ الْمَشْرَبِ
فِيِ أَفْوَاهِ الْنَّدَامَىَ.
كَالْدَبَابِيْسِ، دَمِي أَحِسَّهُ..
عِنْدَ إِبْهَامِي، يَعُضُّنِي. إِنَّهُ دَمِي وَأَنَّا أَعْرِِفَهُ!
فِيْ أَيِ الْوِجْهَاتِ يَعُضُّكِ؟
أَرَاكِ عُصَفُوُرَةٌ تَتَبَلَّلُ
وأَنَّا شَاطِيءٌ مِنْ صَخْرَةٍ واحِدَةٍ
حَافِيَّةٌ، تَدُوُسِيِنَ عَلَىَ الْذِّي تَبَقَىَ مِنْي
وفِيْ رَمْلِي تَتَشَّمَسِيِنَ
عَجْزُكِ صَّوَبَ الْسَمَاءِ
إِلَىَ حَّدِ أَمَطَرَت شَهْوَّةً
إِرْتَعَشَ الَّذِي رَآكِ
وَحَفَّفَ شَظْىَ قَلْبِي، لِأَظَلُ لَكِ الْمَاءُ..
فِيْمَا أَنْتِ تُوَزِيْعِيْنِي فِي الْقِنَانِ
تُعَتْقِيْنِي لِسَّهَرَاتٍ فِيْ الآبِدِ، الْسَّرْمَدِ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
وأَنْا عَلِيْمٌ بِجَرَائِرِ الأَحْبَاشِ
سَمْيِعٌ بِالَّذِي نَضِبَ فِيْ بِئِرِ الَوَعْدِ
مُجَّفَفٌ بِالْشَّهَوَةِ
يَبِيْتُ حُلْمِي وبِكِ يُحَّدِثُنِي.
تَتَعَاطَانِي فِيْ كُلِ قِيَّامَةٍ، رَشْفَةٌ، وإِنْتِظَارٌ مُشَّوِقٌ
صِرْتُ لَا أُمَّيِزُ أَعْضَائِي!
مِنْ فَرْطِ تَكْوُرِي فِيْ الإِشْتِهَاءِ..
صِرْتُ جِدَاراً من الْنَّارِ.
وَصِرْتِي مِحْنَةٌ!
فِيْ الْمُفْتَرَقِ..
فِيْ أَزِقَّةِ الْحَيْ تَفْتَلِقِيِنَ لِهَشِيْمِي
فَأَعُضُ عَلَىَ قُبْلَةٍ تَسِيْلُ مِنْ الَّذِي يَنْغَمِرُ فِيْكِ
مَعْطُوُفٌ عَلَىَ عُرْيَكِ، يَكُوْنُ تَخَّضُبِي بِالْسَّائِلِ الْرَبُوُبِي
الْمَاءُ الَّذِي بِهِ سُمْيِنَا بَشَرَاً
فَسُجِنَّا بَيَنَ الأَفْخَاذِ!
أَشَّدُ عُرْيَاً مِْن الْخَدِيْعَةِ.
أَعُضُ عَلْيَهَا وأُحَاذِيِّكِ
َبَيْدَ إِنَّكِ قَصِيِرَةٌ
فَأَنْحَنِي ويَنْسِكِبُ كُلُ الَّذِي إِدَّخَرْتَهُ
أَنْتِ هَلَاكٌ مُتَجَّمِلٌ
إِبْلِيْسَةٌ مُشَّوِقَةٌ
ولَكِ إِنْفَرِطُ مِنْ وَصَايَا أَبِي
إِنْفَلِتُ مِنْ الدِّيِنِ
وأَسُبُكِ!
وأُعْلِنْكِ مُوْجَدَةٍ وخَّدَاعَةٍ..
حَافِيَّةٌ، تَتَمَشِّيِنَ عَلَىَ مَائِي
وأَنَّا عَارْيٍ، أَقْرَأُ الْحَّرَامُ فِيْ بَيْضُوُنَةٍ تَتَحَّرَانِي..!
أَطأُ نَقْشَكِ الأَمْهَرِي
فِيْ الْصُّرَةِ مَوْشُوُمٌ، وقَالُوُا أُنَّا الَّذِي سَيَفُضُ حَوَاسِكِ
الَّنَقْشُ الْمُتَجَّزِرُ يَحْذِرْنِي
فَأَنَّا الْفَارِسُ الْمَنْحُوُلُ..
أَنَّا الْمَسْرُوُقُ بِحَبَشِيَّةٍ صَغِيْرَةٍ
إِسْمُهَا فِيَامِيْتَّا
وَكُلُ شِيءٍ فِيْهَا يُنَّادِيْهَا الْنَّوُرُ!
تَرْمِي لِي الْنَّجْمَ، فَأَغْفُوُ
فِيْ الْعَسَلِ أَغْفُوُ، وَأُسَّمِيْهَا مَحَبَّةٌ
فِيْ الْمَدَائِنِ نَخْتَلِي..
وَفِيْ الْطُرَقَاتِ، نَصُّكُ أَبْوَابَ الْسَّابِلَة
فَتَنْهَضُ ضَحْكَتُهَا
وتُشْعِلُ زَهْوِيْ
فِيْ مَحَّلِ الآيِسْكِرِيْمِ، لَا أَرَ خَلَا وَجَلَهَا
تَفْتَتِنُ عَمْيَاءُ، مِنْ فَوَرَتِي
تَضْرِبُ عَلَىَ جِدْارِيْ، بِالأَنْهَادِ الَّتِي تُبْحِرُ فِيْ شَّطِي
وَوَرَائِي عُيُوُنٌ تُبَارِكُنَا
عَلَىَ سَرِيْرِ الْوَرْدِ لَا أَرَّاهَا..
مُتَنْاهِيَةٌ فِيْ مَا أَتَّحَرَاهُ
عَارِيَّةٌ وَفَاحِشَةٌ..!
خَلَا أَنَّنِي فِيْ حَصَّالَةِ اللهِ
أَعَضْائِي مَرْهُوُنَةً، بِطَلْسَمٍ مِنْ أَرْضِ فَاس..
فِيْ عُشْبَةٍ سَوْدَاءِ مُضْمَرٌ.
ينمهل في لجة الاطلسي
يعطش للماء..
باطل! قولي كل شيء
فأنا رهين، وربي اسمه قدوس.
سبوح قدوس ربي
وانتصابي رهن مشيئته
أراك تشهقين..
وظلك يختبئ في ثقوبي
مهيأ للصراخ، شيئك يتحرق
ومائي نيات يعتمرها موتنا..
اهنئك بالأشارة..
وتومئين إلي بالصراخ
فأغدو عامرا بالخطايا
أدمع لعوائك
وليس بوسعني المباعدة بين ما تكتنزين فيهما الفتنة
فأنا أخاف النسمة
وأتكلس من الملح
صخرة واحدة، متوجدة
ما تظنين إنك خبأت لي في الغمزة؟!
في ركن ذات العين، التي بالأمس كانت تدمع
ماذا خبأت لي؟
لأصير حريقا










جالساً إلى العتمة..
متعري في ظني.
فأجلس تلقاء ربي وأظنه، ويظنني
يناديني بالخراب..
وابتهل إليه بالشك..!
فأنا لم أعرف حتى مكانه..
وهو لايعرف ما الشهوة!
جائس، إلي جبار
هكذا أبدد ليلي، ليل الفلاسفة
أكتب عمائرا، من حصائد العقل.
وعند الجمعات أُكفّرُ ودمي المزنر في قنان الحبشية يسح
أطالع السماء، فلا أجد غير الشهب
كأنني شظية!
ماهذا؟
ما الذي تفعله به؟ أوليس أنت الله؟
أيتها الخرائب
يا قيعان المساكن/الديوم
خبروه، فأنا للعزوف مقتول..
احمي بيدي أنثى طرية
وأهم بالذي يهم له الرجال قاطبة..
فأرى شفراتاً ومدىً
سيوفاً، ولحىً..
واظنها داعش
مسودة، وكريهة
كأنما لم يتوضأ العشق..
ولم يزهر في التكايا
يرمزون لدمي
وأعنّ.
اقول الشعر وانساه
فيرمي شجرة الخلق!
أنا في العشق ذبيحة حية
بسجادة الوجد، يغشاني وهن اللحى..
تقتلني آية مفسرة بالعجمة.
في التأويل اقدد نطفة فاسدة!
***
أعشقها (فياميتا)
والموسيقى، غيمة سهت في توقنا..
فخططنا الطريق، من (عفراء) حتي البيت
نمشي في غيمة أخرى مختبئة في تنهداتها
وكزاتها، ما أخبئه من مصيبة..
ودغدقتها، ما يخافه مني الله
وبالمقابل أخافه منه!
يا حبيبتي الغريرة
يا صغيرة
حيواتي ما افكر فيه فيك
حيواتي شلالات الماء المهدر في ما اخبيه..
في عتمة الأزقة، انت جنتي الصغيرة..
وأنا اميرك الذي يتوجك، ويجلي شيئك المنتظر.
في العتمة كنوزنا..
وانتي كنزني المحض.
حشد من رخام متعطش، تتعرقين
فيما أنا أهلك
كلما توكزين خاصرتي، تبتدء اغنية!
واولد من منتصفي، بشيء طاريء، ولحوح..
يشغلني منك، وفي وحدتي يذكرني ليلتك
فتشرقين بأنحائي.
ودمي طعنة من جموحك
محجوب في القنان، وموزع في جلسة الاحباش، يقرأون عليه طلاسم، وصلوات
فلا أغادرك، ولا يغفل شيئي عنك..
فأبتدئك كلما قاربت حتوفي
واشع، كلما تناول شعري الصارخ في المنبر.
طيورك مني..
وأنا ديدني الإفتتان
أعرف ما لا أعرف.
رأيتك وفاتني وجهك!
فصرت الملح في طعنتي
إبراهيم الرحال 3/يونيو/2018 اصيلا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى