رمضان الصباغ - ديسمبر.. شعر

يا ويلى لو فاجأنى ديسمبر
والأشجار تموت
وأنا أدفن رئتى فى صدر الحزن المتفجّر
من أعماقى
ألهث خلف بريق الشمس،
فتدمى قدماى، أعود
لأغزل من أوهامى ثوبًا يرحمنى من أحزان حزيران
أتحلى بالصبر
أتخلى عن أشواقى
يا ويلى لو كانت أيّامى
نخاسا يتجر بأحلامى
وأناابن الزمن الضائع فى أروقة الوهم
أتأرجح فى باب (زويله)
أتعلق فى حبل اليأس الممدود
فى اليوم المشهود
والغازى المفتون يراقص خيله

**

يا ويلى لو مرّ العام
والأحلام
تترصدّها مقصلة الإعدام
وأنا أترك أيّامى تتسلّع بين الدربين
والبومة تختال
وألف غراب ينعق
يأخذ عينى لدرب القتلى
وأنا أحمل فوق الرأس بقايا الموتى،لم تتعب منى
الرأس، ولم تنكسر الرقبه
أو ظلّتْ فوق الدرب العقبهْ
نفس العقبهْ

**

يا ويلى
لو فاجأنى ديسمبر
والريح تضجّ بأعماقى وتزمجر
والليل يلفّ القصر الذهبى
والزهرة سوداء اللونْ
وصديد الغربة منتشر فى الرئتين
وقيودى تحفر أخدودًا فى الساقين
يا يلى
لو أن أساطيل الإسكندر
غاصت فى أعماق الليل ولم تبحر
وأنا أشرب نفس الكأس
رأسى نفس الرأسْ
لم تتحرك
لم تتدمرْ
وحزيران يطاردنى ويلف بحبل النكبة


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى