علجية عيش - سؤال "الأخلاق اليوم" موضوع نقاش في مؤتمر سنوي بجامعة عبد الرحمان ميرة بجاية – الجزائر-

بمشاركة خبراء في الدراسات الفلسفية و الأكسيولوجيا و الجماليات و الفنون من مختلف الدول

( مهداة إلى روح الأستاذ بخاري حمّانة )


سؤال الأخلاق.. ، إشكالية تنتظر تسليط عليها الأضواء من قبل خبراء في جانبها الفلسفي و الديني و في مختلف الجوانب الأخرى التي لها علاقة بالأنتروبولجيا و الأكسيولوحيا و الأنطولوجيا و كذلك الجماليات و الفنون، و دورها في تفعيل التواصل مع الآخر و علاقته به كما بلورها الفلاسفة الميتافزيقيون، انطلاقا من مقاربة نسبية سماها الفلاسفة "إيتيقا المناقشة، و تحديد إذا ما كانت متناقضة مع الأخلاق أم متولدة عنها، المؤتمر السنوي أهدي إلى روح الأستاذ بوخاري حمّانة استاذ قسم الفلسفة بجامعة وهران


فــ: "الإكسمنولوجيا" التي تعني المبحث في الأخلاق من أبرز المباحث الفلسفية التي أرّقت الفلاسفة العظام على امتداد العصور ، منذ بدايات التفلسف الإنساني، و لأول مرة يتطرق الخبراء إلى هذه المسائل في ظل التحولات و التغيرات التي تشهدها الساحة على مستوى إقليمي و عربي ميزتها الثورات الشعبية و مطالبة الجماهير بالتغيير الجذري للأنظمة و محاربة الفساد ، و هذا في مؤتمر سنوي نظمته الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية تنطلق فعالياته غدا 23 أكتوبر الجاري و على مدار يومين بمشاركة مجموعة من المخابر، و خبراء عرب و أجانب ذوي مشارب مختلفة في النقاش الفلسفي المعاصر من مختلف الدول ( تونس المغرب، لبنان، فرنسا، ألمانية و غيرها) موزعين على 07 جلسات، و يتضمن المؤتمر محاور أساسية مع تأطير ورشات حول قضية تعد من ابرز القضايا التي تعالج بناء المجتمع و تطوره و ماهي القيم التي ينبغي العمل بها قولا و عملا و التمسك بها من أجل تكريس البناء الحضاري في كل تجلياته.
فالأخلاق مثلها مثل المفاهيم الأخرى كالحرية و المساواة و التضامن تجسدالمبادئ التي ينبغي على كل مجتمع ان يضعها في حسبانه بغية الوصول إلى توزيع عادل للمنافع المادية و المعنوية المشكلة للتراث المشترك بين الأفراد، و الممارسة المعقولة لجماعة ما و التي تهدف اساسا إلى حماية الفرد من تجاوزات الأفراد الآخرين، فعرض صورة محقرة أو شائنة عن الآخرعلى سبيل المثال يمكمنها فعليا أن تشوه أو تخضع في حال توظيفها توظيفا داخليا كما يقول تايلر، كما أن حرية التعبير و حق التواصل المرتبط بها، و تحديدا في الوقت الراهن، اين تم طرح مشكل ديانطولوجيا أخلاقية معينة أو حق الإعتراف بالآخر، و كذلك حمايته من عنف النظام السياسي للدولة و تعسفه، و ضمان كذلك حقوقه الإجتماعية و السياسية لكن أيضا في مقابل الحقوق السياسية بامتياز كحقوق المشاركة التي يطلق عليها بحقوق المواطنة droits de citoyennte.
فقد ظلت مسألة الأخلاق في الفكر المعاصر موضع اهتمام الفلاسفة و نقاش الباحثين من علماء النفس و الإجتماع ذلك النقاش الذي عاد لينهمك من جديد في البحث عن المسائل الأنطولوجية لتأسيس العقل و الحقيقة و تاسيس هذان العنمصران لا يكون إلا بتكطريس فكرة الأخلاق، و التأمل في هذه المسائل يصطدم بجملة من النقاض في ضوء التغيرات التي طرأت على النماذج الفلسفية المختلفة بعد المنعرجات الشهيرة ( الألسني و التداولي، إذ يبدوا أن الفلسفة الحديثة و المعاصرة و منذ ديكارت أو كانت و هيجل قد اجتازت مختلف أوجه الذاتية كما يقول باحثون، ليس على المستوى الفلسفي فحسب و إنما على مستوى اجتماعي و اقتصادي و سياسي كذلك، و ربطه بالواقع، نظرا لما يحدث في الساحة في ظل العولمة، و سيتطرق الدكتور الطاهر بن قيزة من تونس إلى إشكالية التحولات الإجتماعية و اختلاط معايير التمييز، و إعادة تاسيس ألأخلاق في إطار الفلسفة الحيوية و هي محاضرو يلقيها الدكتور محمد عبد النور، كما سيتطرق الدكتور لارا خالد مخولمن لبنان إلى جدلية "الرفضية" و الأخلاقيات.
كما سيتطرق مشاركون أجانب إلى نظرة الأديان إلى قضية الأخلاق ، لاسيما عند الإنجيليين، و هي المحاضرة التي سيلقيها الدكتور خيسوس مانيال ليون بلانكو في محاضرة تحمل عنوان: تطور الفكر الأخلاقي المسيحي، في نفس السياق ستتطرق الدكتورة كهينة برجي من فرنسا إلى الجدلية القائمة بين الأخلاق و الدين، ثم الأخلاق و الحداثة في الثقافة الدينية المعاصرة ، الفكر الإثني عند الفارابي، تتخللها طرح تساءلات حول إمكانية فصل العلم عن السياسة و ماهي مبرراتها الأخلاقية و هي إشكالية يتطرق إليها الدكتور سمير حسنة، مع تقديم أمثلة حية عن نظريلت وضعها فلاسفة حول الأخلاق على غرار رؤية سارتر و جون لورز و مجال تجاوز الإغتراب و غيرها من المحاضرات التي تصب في ذات الموضوع و ماهي التحديات التي يمكن رفعها لتاسيس فكرة الأخلاق في شكلها الموضوعي لا الميتافيزيقي و ما يعترضها من مواقف لبلوغ الحقيقة و صدقية التعبير في عالم الحياة من أجل بناء حسٍّ مشتركٍ يمكنه أن يواجه الهجومات الريبية، خاصة إذا تعلق الأمر بالأخلاق و السياسة و موقعها في مركز السفسطة.

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى