محمد حمزة غنايم - قراءات في عيون الآخرين.. شعر

أسمعُ نقرَ الموتِ على أسلاك القلبِ
وأرجفْ
حتى ماتتْ في عيني تقاطيعُ الوجه الأعجفْ
غارتْ في الطين عذاباتُ القرنِ الأصفرِ
صارتْ حزنًا آخر
لا يفهمني، إلا منذ سنينَ عجاف

أستشرفُ في الفجر صَلاتي
أنثرُ كلّ تعاويذي المجهولةِ في الريح النافرةِ
كعنقي
تبعثُني هذي الطرقات الواجفة على قلبي
تنشرني ملءَ الليل
على الأشجار الميتةِ
وفي الطرقاتِ
تبعثر أجملَ أيامي في ليلك
آه لوِ تفهمُني عيناك
لأقرا حزنك، والميلادُ يعذبني
فأنا منذ سنين مت

أتمنى لو تبعثُني عيناك
لأصرخَ في الليل وحيدًا
أعرفُ ماذا تحكي العتمة في جدرانِ
النصف الآخر مني
لكني
واحزني
أحتاج إلى جيلٍ آخرَ كي يبعثَني
يعرف ماذا يطلب ربي مني!!

أيها الإنسان القابع في ذاتي، متى تصبح
معقولا؟!
فأنا استعرتُ كثيرًا وجهَ العالم
لكن العالم يَبلى
يهربُ مني، لا يعرفني حتى عندما أُعَرّي
له صدري كي يرشفَ نسغَ التاريخ
المرّ منه - من صدرك، لو، حبيبتي

يخرج دمعي من شرفة أحزان العالمِ
يبصقُ هذا الريح الوجهَ الراعفِ
يستلقي
فالنهرُ صقيعٌ في الصدر يضيق على قلبي
لو تعرفُ أني أبصقكم مثل الصدر المذبوح،
من الشرفه
لو تعرف أني أغرق حتى الحزن لأستحضر
طفلاً يبكي
فقدَ اللثغه
نسغ الأم اليابس
ماتْ
لكنْ هل تعرف أني أقرأ في عينيك البؤسَ
وذلَّ الكلماتِ،
ولونَ الكلماتْ،
وأقرأُ فيك اليأس؟
أعلى