محمد الدفراوي - طفولتي..

أعتقد أني لم أكن رومانسيا منذ طفولتي ، و الأسس المتينة عن وجهة نظرنا تجاه الأشياء و الناس و الحياة و العالم عمقا أو ضحالة تتشكل من نعومة الأظافر ، فقط يتطور أو يكتمل لكنه لا يتبدل أبدا ، وغالبا ما نتعلمه في الصغر هو أفضل ما نتعلمه ، كبرت و أنا أشعر بالراحة لعدم رومانسيتي ، أو نلت قسطا كبيرا منها ، لكني لم أفتقر إلي شعور الحب و الحساسية و الاهتمام بالاخرين ، ولا أستهلكه في حب شخص واحد ، لا يترك سوى رماد حب قبل ان يرحل ، لا أبالغ في شيء : تقبل رأي ، أو رفضه ، و خيانة صديق ، غضبة ريئس ، عصيان زوج ، تمرد أخ ، مرض عضال ، هجر حبيب ، لوعة حب ، أتقبل برضي كل أشكال الحياة الصعبة دون ألم أو قنوط ، بمرور العمر ركزت على كل ماله جدوى بالحياة بشكل واضح ، فما كان مفيدا أقبله و أقبل عليه و ألتمسه بكل جوارحي ، و مالا فائدة فيه أنفر و أفر دون تردد ، و لا أعول على حلم أو أمنية الإ إذا سعيت لتحقيقه ، بغضت أحاديث التنجيم و أضاليله ..
شعرت بالراحة و توصلت الي القرار السليم : أني اسير على المسار الصحيح ، و ان الأدب مكاني و مستقري و مقصدي ..
كما أن للحياة معنى فلا تلعنها ، نحن و الحياة متعادلان في الصفقة لا احد مدين للآخر ، فلا تلق كل مشاعرك تجاه شخص ، و لا تبتئس لرحيله ..
تقبل الناس على علاتهم دون مبالغة في تقدير مشاعرك .. لا اتظاهر بأنني مهتم بأحد أكثر مما يطلبه مني .. لا فائض حب لدي الناس في أسرهم فما بال الغرباء !
المهم أن تتعلم ذلك قبل أن تصدمك به الحياة وهي حبلى ..
نحن كتب تكتب نفسها ..


محمد الدفراوي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى