محمد سعيد درويش - الهروب من كل ما يثير الحنين

أفضل أن أهرب دائمـًا
كُل يوم أخوض رحلة الهروب
مِن كُلّ ما يُثير الحنين
أغلق النوافذ جيدًا
حتى لا تُقبلني نِسمة هواء صافية
أحسُ فيها ، بنفس الدفءِ
الذي كُنت أحسهُ
حين كانت تضع رأسها على كتفي
أهرب مِن كُلّ الأغان التي سمعتها
بصحبة صديق ، أهرب من الشوارع
من كُل الطرق المؤدية
إلى ميادين الآلم والشجن
والحب الذي ها هُنا قد إنتهى
ذات صباح تعيس في أغسطس .
رحلة الهروب شاقة
والحنين شاق
والقلب مُتعب .
صديقتي
تلك الفتاة التي تفضل أن تَنم
وتترك نوافذ صَدرها مفتوحة
أمام العصافير الساكنةُ في قلبها
كي تهرب أثناء النوم
وتأخذ معها كُلّ هذا الثِقل
تقول لي ، وقتما أحكي لها خيبتي
في الهروب ، مِن كُلّ ما يُثير الحنين
نِم يا حبيبي نِم
رحلة الهروب شاقة
والحنين شاق
والقلب مُتعب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى