أندري بريتون - إنصات إلى المحارة.. شعر - ترجمة: مبارك وساط

لم أكن قد بدأتُ أراكِ كنتِ أُوبْ
لم يكن شيءٌ قد كُشِف
كانت كلّ القوارب تترجّح على السّاحل
فاكّةً الأشرطة الحرير (تعرفين) عن عُلب حبّات المُلَبّس
الورديّة والبيضاء التي يتنزّه فيما بينها
مكّوك من فضّة
وأنا أسميتُكِ أُوبْ مرتعشاً
بعدها بسنوات عَشر
أعثر عليك من جديد في الزهرة المداريّة
التي تتفتّح في منتصف الليل
بلّورة الثلج الواحدة
التي تطفح من كأس يديك الاثنتين
يسمّونها في المارتنيك زهرة الحفل الراقص
هي وأنتِ تتقاسمان سِرّ الوجود
فأوّل حبّة طَلّ تتقدّم كثيراً على الأخريات
تنبعث منها ألوانُ قوس قُزَح
جنونيةٌ وتحتوي كلّ شيء
أرى ما سيبقى إلى الأبد مُخفىً عنّي
إذ تنامين في فُرجة ذراعك تحت فراشات شَعرك
وحين تنبعثين من فينيق نبْعك
في نعناع الذّاكرة
ومن التموّج الملغز للتشابه في مرآة بلا قاع
تسحبين دبّوس ما لن نراه ثانية
في قلبي كل أجنحة زهرة الصّقلاب
تُوطّد ما تقولينه لي
تلبسين فستاناً صيفيّاً لا تتعرّفين فيه على فستان لك
يكاد يكون لامادّياً تزيّنه في كلّ الاتجاهات قِطع مغناطيس
على شكل حدوات أحصنة جميلة
حمرتها خفيفة وذاتُ قدمين زرقاوين...




* (إشارة: أُوبْ، في البيت الأول، هو اسْم ابنة الشّاعر)

** من مجموعة: "الأبدية تبحث عن ساعة يد" (2018) ، قام باختيار نصوصها وترجمتها والتقديم لها: مبارك وساط.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى