محمد عمار شعابنية - تجلـّيات المهمّشين في رواية " كاتب عمومي" لعباس سليمان

" إن الطبيعة المميزة للنقد الأدبي مرتبطة بالطبيعة الخاصة للشيء الذي تنطبق عليه وهو الأثر الأدبي الذي هو مادة فكرية خالصة لا يتحقق وجودها إلا بالتقاء نشاطين عقليين، أحدهما ينتجه المؤلف والآخر يقوم به القارئ"
هذا ما قاله روجي فاغالRoger Fagale في كتابه " النقد" La critique الصادر سنة 1984 .
لذلك لا يمكن إسقاط نظريات نقدية على أثر لا يسمح بتحمّل مقولاتها ، إلا أنّ ذلك لا يمنع تتبع الخصائص المرتبطة بكتابة نص روائي على سبيل المثال ومدى تطابقها مع اشتراطات الكتابة المنظمة لخصوصياتها حتى يتسنى للناقد الذي هو قارئ خلاّق أن يلامس الأثر الذي بين يديه بآرائه التي تؤهله إلى الشهادة على أن النص مضيف أو نمطيّ إجتراري ؟
للروائي التونسي عباس سليمان القدرة على تنويع مصادر كتاباته السردية وإخراجها من المغاور المنسية في الفضاءات المهمشة التي لا تلتفت إليها السلطة والمجتمع ، بل في كثير من الأحيان يتمّ الدوْس على أصحابها باسم القضاء على الفوضى ومقاومة الإخْلال بالنُظم والقوانين دون البحث عن الأسباب إلتي أدّت إلى ذلك ، وهي مؤسفة ومفجعة.
وعباس سليمان الذي نشر منذ سنة 2003 سبع مجاميع قصصية وسبع روايات منها واحدة لليافعين ، نشرت بعض كتبه في ثلاث طبعات وتحصل على جوائز معتبرة ببعض كتبه .
غير أن المشهود به له من طرف قراء كتبه وناقديه هو أنه لا يهادن الأشكال والأساليب والمضامين إلا إذا ارتوى من تدفق جديد ها بما يميّز نصوصه ويبرزها ببصمه الخاصة التي لا تتأثر بما يقرأه إلا ليجاريه بعيدا عن تقليده أو اعتباره قالبا جاهزا.
ولن أخطئ في ذلك إذا أكدّت على أنّ آخر رواياته المنشورة سنة 2019 تحت عنوان " كاتب عمومي " تقيم الدليل على نضج السرد الروائي لدى كاتبنا بما يُلفت إليه الإهتمام لقراءة هذا النص المتماسك رغم تنوّع مرجعيات ملابساته وقدره صاحبه على الحفر برفق في أعماق أحداثه وسِيَر أصحابه للتأكيد على أن للمهمشين في المجتمع ما يقضّ مضاجعهم إلا أنهم لا يجدون فيه مغيثا ولا نصيرا و لذلك السبب وغيره يصرخون كثيرا في بعض الأحيان بأمل إيصال أصواتهم إلى من يهمهم الأمر أو يشتكون عسى أن ينصفهم القضاء .
وما استنتجه بعد قراءة " كاتب عمومي " هو أن الوقائع التي عرضها الكاتب حدثت في سراديب الواقع المعاش في بيوت مغلقة أو فضاءات ضيقة أو في أماكن منسيّة أو مجهولة استشفّ بطل الرواية مضامينها أثناء إنصاته لأصحابها الذين سردوها على مسمعه ليضمنها في عرائض وشكاوى قد يستعيدون بعد النظر فيها حقوقهم ، وهي تنسحب على ما سمعه من بديعة الحلاقة التي تبحث عن إثبات نسبها ومن امرأة البروموسبور التي تخلصت من زوجها بعدما ابتسم لها الحظ وأصبحت مليونيرة ومن نساء الماخور اللاتي جئن لتحرير رسالة يطلبن فيها من الدولة أن تقف بجانبهن بعدما أخرق المتشددون دينيا ماخورهن وأطردوهن منهم بعد الثورة . الشاب الأبيض السمين الذي طلب من الكاتب العمومي أن يكمل له نص قصيدة للمشاركة بها في ملتقى ستحضره صديقته .. ومن قصص أخرى سردتها الرواية وهي عادية إلا أنّ الكاتب قد سعى بحرفيته وبسموّ تقنياتها إلى الارتقاء بها إلى الواقعية المربكة من ناحية وهي التي تجعل القارئ يتفاعل مع ما يطالعه بشغف محيّر متسائلا من خلاله عن متى ستتكرّر مثل هذه الأحداث ولا توضع لها حدود واقية من نتائجها الوخيمة رغم التشريعات الإستباقية أحيانا والتي غالبا من تبقى حبرا على ورق.وهي المغرية بالإطلاع على مجرياتها المرّة لتتبّع مساراتها التي غالبا ما يُداس فيها المفعول بهم فيها.
ولكي يمرر عباس سليمان قصص هذه الحالات اتكأ على ما يصطلح عليه بجمالية القبيح في الواقعية الجديدة ، ويتمثل ذلك في قدرته على إبراز جمالية حكائية من سِيَر قاتمة ومفزعة أحيانا.
تقول امرأة الماخور التي دفعت بها الظروف إلى عرض جسمها فيه على عشاق الشهوة بعد ما تم طردها من التعليم ـ الذي عيّنت فيه أستاذة لغة فرنسية ـ بدعوى عدم كفاءتها البيداغوجية ورفضها والدها رضوخا لإملاءات زوجته.
" دافع قويّ جدا رماني نحو (تلك الفتاة) وحرّك شفتيّ في اتجاه وجنتها وأصابعي نحو محفظتها وكتفها وشعر رأسها.
ذكريات نهضت فجأة أيها الكاتب، ذكريات لم تمحها سنوات محل" سيدي عبد الله قش " وما قبلها .
حنين إلى المحفظة كان مخبّأ تحت رماد الوقت "
والشواهد كثيرة في هذا المجال ويستطيع كل قارئ أن يقف أمامها .
وبقدر ما يؤثر عباس سليمان على قارئ روايته بالقصص المؤلمة يستطيع أن يروي له قصصا مضحكة رغم بؤسها للتأكيد له على أنه قادر على التحكم في أحاسيسه ومشاعره وتغيير أحوالهما بسحر أسلوبه الحكائي ودقة ملاحظاته.
يقول واصفا مكتب زميله الكاتب العمومي الشيخ:
" في الداخل كان كل ما في المكتب في عُمُر صاحبه أو أكثر بقليل :ساعة حائطية تعود إلى ماركات العشرينات من القرن الماضي غير أن صوتها لا يزال صافيا منتظما فصيحا، طاولتان خشبيتان متعامدتان تحوّل لونهما بمفعول الهرم من البنّي إلى الرمادي، كراسي خشبية من طراز يعود إلى أوّل عهد الناس بالكراسي، مذياع في حجم التلفزة لونه ألوان مختلفة ... في الركن المقابل لعمّي " الفاهم " مروحة دائرية الشكل منتصبة على قاعدة بلاستيكية سوداء بجانبها صدوق كرتوني مكتوب عليه طماطم معلّبة وهو عبارة عن سلّة مهملات .."
ولكن ما هي قصة هذا الكاتب العمومي الذي يظهر من خلال سردياته البائحة بقصص زبائنه أنه ذو صيت واسع بينهم لا يصل إلى علوّ انتشاره صيت أيّ زميل آخر له ؟
هو شاب تخرج من الجامعة بشهادة الأستاذية في اللغة العربية وآدابها ، وكان يقصده البعض من الناس ليحرر لهم شكاوى وعرائض ومطالب دون مقابل مالي .
شارك في مناظرة " الكاباس" التي هي شهادة التأهل للتدريس بالتعليم الثانوي إلا أنه لم يجتزها بنجاح ، وعندما طال به زمن البطالة نصحه صديقه "رفيق " بأن يتخلى عن الكتابة للناس بالمجان مقابل دعائهم له بالخير وأن يشتغل كاتبا عموميا يحصل على المال مقابل ما يحرره لحرفائه فلم يتمكن "مبروك " من رفض المقترح خصوصا بعدما وضع رفيق على ذمة شغله محلا تابعا لمقهاه تم تأثيثه تأثيثا بسيطا في البداية وتطوّع صديق له بإعداد يافطة سوداء مكتوب فيها بالأبيض " كاتب عمومي "
فلا غرابة إذن عندما نقرأ على ظهر كتاب الرواية عبارة " كاتب عمومي" باللون الأبيض على اللون الأسود لنتأكد من أن عباس سليمان لم يتنكر ليافطة مكتب بطل روايته ويعود ذلك لعدة أسباب منها:
أولا: نجاح الكاتب العمومي من حسن أداء مهنته رغم بعض العراقيل .
ثانيا :التأكيد على أن للإنسان إرادة يمكن أن توصله إلى نحقيق مراده إن أصرّ على ذلك ، وهو الذي استشهد في التوطئة للفصل الثالث يقول محمود درويش "على قدر حلمك تتسع الأرض ".
ثالثا : لأنّ القصص التي استمع إليها من أصحابها الذين جاووه بها ليكتب لهم شكاوي أو عرائض في شأنها أوحت له بغريبها وعجيبها ، بمُبْكيها ومُضْحكها بكتابة رواية تصلح أن تتحوّل إلى فيلم سينمائي أو مسلسل تلفزي إن تعامل معها منتج تعاملا جادا.
ولئن عرض مؤلف " كاتب عمومي" كثيرا من القصص التي تكشف عن معاناة المنسيين والمهمشين وضحايا القسوة والتسلط والاستغلال فأنه لم يتغافل عن سرد قصص أخرى تفضح الطمع والوصولية والدناءة التي يمارسها العديد من "المشعبطين" على حد تعبير غرامشي.
فهذا سياسي يقصد صاحبنا ليحرّر له خطبة رنانة يستميل بها البعض لمنحه أصواتهم في الانتخابات .
وهذا الذي يسمّى "الفار" الذي تخرج من التعليم بشهادة جامعية عليا لم يحصل بواسطتها على وظيفة إلا بعد قيام الثورة حيث تم تعيينه أستاذا بمنطقته ، وهو يستعد لخوض الانتخابات في قائمة من قوائم حزبه ليصبح نائبا بمجلس الشعب وبعد أطاف نقطة للفاء في اسمه فأصبح يدعى " القار "، لذلك قصد الكاتب العمومي داعيا إياه إلى تشجيع قائمته والدعاية لها والتصويت لفائدتها باعتباره زميل دراسة وصديقا سابقا رغم تعارض اتجاهيها ، وقد اصبح يرتدي البدلة الحديثة وربطة العنق بعدما كان يرتدي القمصان الطويلة.
وهذا الشاب الأبيض السمين الذي طلب منه أن يكمل له نص قصيدة لأنه كاتب عمومي ولديه بالعربية وآدابها صلة، أما هوّ فهو يصرّ على حضور المهرجان لأن لديه صديقة فايسبوكية شاعرة ستكون حاضرة هناك .،
وتلك المرأة التي ادعت أنها سمعت صوتا من السماء يأمرها بالشروع في مداواة كل من يأتيها مريضا وقد جاءت ليحرر إليها إشهارا بصفحة كاملة توزعه على الجرائد الأكثر انتشارا ليقرأه الناس في كل مكان ، لأنني ـ حسب قولها : "سأعالج الأبهق والأبرص والنحيف وضعيف الباءة وضعيف المناعة ومن به حَوََل ومن به نقرس ومن أصابه السكّري ومن سكن مفاصله وركبتيْه داءٌ ومن ألمّت به الشقيقة ومن ركبته البواسير ومن ظهر عليه الترهّل ومن أٌبتُليَ بداء السرطان ... وسأبطل أعمال السحر وأسرّع تزويج العازبات وأعيد الحب إلى أعشاش الزوجية وأُشفي من العين والحسد والجن والسحر ".
كل هؤلاء الذين استعرض الكاتب قصصهم وغيرهم ممن أثروا على مسار عمله بالسلب أو بالإيجاب كالقاضي الذي شكره في المرة الأولى على شفافية تحاريره التي سهّلت ظروف عمل المحكمة ،وحبسه لمدة أربع وعشرين ساعة في المرة الثانية لأنه كتب لأحد المشتكين ما لا يليق تحبيره ناقلا على الورق أبشع النعوت التي تفوّه بها الرجل في شأن مطلقته المطالبة بالترفيع في نفقتها وزج به في السجن لمدة طويلة بتهمة شراء مسروقات بأسعار مغرية من سالم السالم الذي ساعده في بداية عمله بجلب الحرفاء مقابل الحصول على نسبة مالية مما بدفعه كل حريف.
ولعل هذا الكاتب العمومي لا يستطيع نسيان الحظ الوافر من الضرب الصفع والركل الذي أدى إلى نقله إلى المستشفى لمداواته تبعا لما تلقاه من أقرباء زوج القناة الفاتنة ذات الست والعشرين سنة التي أرغمها أهلها على الزواج منه رغم بشاعة منظره وإدمانه على شرب الخمر، ل من أنه شاهدوه معها في تحركاتها وخلال جلسة النظر القضية التي تقدمت بها للطلاق من زوجها..أما الشقراء الجميلة فقد أخفت حقيقة الرضوض التي تعرض لها وادعت أمام أصدقائه أن سيارة مجهولة قد صدمته ولاذت بالفرار ..
لقد نال ما ناله لأنه تعلق بتلك الجميلة أظهرت نحوه ميلا عاطفيا بعد دخول مكتبه لتحرير شكوى طلب الطلاق من قرينها إفر حصولها على ثرْوة مالية بواسطة ورقة بروموسبور رابحة وأظهرت نحو ميلا عاطفيا بعد كتابة شكواها.
يتبيّن من خلال المآزق التي لحقت الكاتب العمومي أنه لم يكن من الممكن أن يحصد أضرارها لو لم ينسَقْ وراء عاطفته ومغرياتها فهل كان كل ذلك نتيجة حتمية لتصرفاته الغير متعقلة أم هو مخطط لإلحاق الأضرار به من طرف زملائه الكتاب العموميين الذين لاحظوا تفوّقه عليهم في حسن تسيير عمله بأسلوبه المهني الجديد الذي تجاوز أساليبهم القديمة الرتيبة ؟
هذا السؤال لم يجب عنه عباس سليمان في روايته فتركه مضمرا لأنه لم يلتفت بالحديث عن الكتاب العموميين الذين قد يكون حشرهم في ما وصف به زميلهم " عمّ الفاهم " الذي اقترح عليه العمل في مكتبه عندما وثق من نجاحاته بعد رفض إيواءه للشغل داخله في بداية ممارسة عمله .
هذه الرواية التي كتبت منذ سنتين لم تتجاهل التطرق للممارسات التي انتشرت في البلاد بعد ما تم تسميته " ثورة " لأن مؤلفها قد فضح العديد من الممارسات الخاطئة التي تفاقمت والفساد الذي استشرى والأزمات التي تعددت وحرية التعبير التي انتُهكتْ رغم التأكيد على احترامها في الدستور الجديد للبلاد ، مستشهدا بالكاتب الكهل التي تم سجنه بعد نشر قصة تحمل عنوان " خطاب الرئيس ، لذلك هو يسأل:
" هل يستوجب وصف الرئيس والحديث عن خطابه الصامت أن أحاكم وأن أحبس؟"
فيجيبه الكاتب العمومي المسجون بدوره :
"إن كان ما قلتَه حقيقة فالحقيقة لا تستوجب المحاسبة والمحاكمة ،وإن كان ما قلته من قبيل الخيال، فلا أعرف قانونا يحاكم الناس على خيالهم "
لذلك يسخـّر الكاتب المحبوس وقته داخل السجن لكتابة رواية يتطرق فيها لهموم كثيرة في عهد الرئيس من بينها الكوارث العائلية التي حلت بأبنائه وزوجته، ويتوجه إليه بالخطاب قائلا:
"أنا لا أكرهك لأنك نحب نفسك إلى درجة تراها أهم من البلاد كاملة، ولا لأنك تحب الكرسي رفم أنه ضاق بك، ولا لأن البلد أصبح في عهدك السعيد مرتعا للفاسدين ، ولا لأنّ الأسعار غالية والرواتب متدنيّة والعيش أصبح رديئا والعاطلين عن العمل والهاجّين إلى بلدان أخرى والمقدمين على الانتحار في ازدياد مطـّرد ولا لأنّ الحياة أصبحت في ظل ولايتك " صانغو" (Sans
gout )
هذه بلا شك أسباب تستوجب الكره، ولكنني أكرهك لأسباب تخصني وحدي ".
أما الأسباب التي تخصصه فهي:
1)وفاة ابنه عمر الحاصل على الأستاذية في الفلسفة إلا أنه لم يتم انتدابه بواسطتها في أي شغل طيلة أربع عشرة سنة فاضطر إلى انخراطه مع أمثاله في إضراب جوع طويل نتجت عنه وفاته .
2)وفاة علي خريج الجامعة بتفوّق في اللغة الفرنسية الذي اضطر عندما فقد الأمل في الحصول على شغل إلى ركوب البحر بحثا عن العمل في بلد أوروبي مجاور لكنة مات غرقا .
3)نكبة صدّام الذي فقد صوابه وهو يستعد للتخرج من التعليم العالي مصدوما بحادثتيْ وفاة أخويْه .
4) مصيبة الزوجة أم الأولاد الثلاثة التي أصيبت بجلطة أماتت نصفها الأول وأفقدتها الكلام .
5) ابتلاؤه هو بأمراض كثيرة من بينهما مرضان مزمنان واحتياجه إلى قفة من الأدوية .
كل ذلك جدث في عهد رئيس تم تنصيبه بعد الثورة لا قبلها .
استطاع الكاتب العمومي إن يقترب أكثر من الكاتب السجين الذي مكنه من الإطلاع على الفصل الأول من روايته لإصلاح ما تسرّب إليه من سهو ومن هفوات فحصلت له قناعة بأنه قادر على كتابة رواية يضمّنها الملاحظات والمعايشات والتجارب التي خاضها خلال المدة التي اشتغل فيها كاتبا عموميا ، وتم له ذلك فترشح بمؤلفه لمسابقة معتبرة يشرف عليها أحد البنوك الكبرى فكانت الجائزة من نصيبه .
تغبّر أو ضاع الكاتب العمومي بعد نيل الجائرة المالية الكبرى فأعاد النظر في علاقاته بالآخرين بمن فيهم الشقراء الجميلة وأبقى علي علاقته بأمه التي ساندته في حياته بتضحياته وبصديقه صاحب المقهى "رفيق " التي آزره كثيرا إلى ما بعد اشتغاله كاتبا عموميا .
يريد عباس سليمان من خلال ذلك أن يقول : لا تنس من وضع يده في يدك ولم يسحبها .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى