رشيد مجيد - الطوفـــــــان.. شعر

في الألف الرابع قبل الميلاد ....
توضأت الأرض بما ينبُع من جوف الأرض ....
وفار التنُّور وأقلعت الفلك ..
وعاد الطين إلى الطين ...
فكان الطوفان ,

كانت أكثر من مقترفيها أدرانُ الناس ....
وكانت أثقل من أن تتحملها سفن التّوابين ...
وأقبح من أن تخفي سوءتَها الأرض ..
وكان عذاب المنتظرين مصائِرَهم أقسى
وهَوَانُ المعتصمين أذل ...
وكانت أشواط الموج المتعثر بالموتى لا تدري .
أهي الغرقى في الأدران ,
أم الأدران ?
فلقد أغرق حتى ميناء التوبة , واختلط الأمر...
فسيَّان إذن ما ليس يكون , وما قد كان .

كان الغزو المائي يمط حزام الأفق ...
فتنبسط الأرض أمام زحوف الغرق الممتد إلى .....
أوسع من تلك الدائرة الكبرى ..
وإلى خلف حدود العودة ..
حيث يموت الموت هناك ويُنسى النسيان
في الألف الرابع كانت هيمنة الطوفان
كان الموت وكان البعث الأول للأرض وللإنسان .
كان الطلْق , وكان الميلاد ...
وكان النجم القطبيُّ الآخر ...
إن الإنسان هو الإنسان
وتراخى الموج ...
ولم يعد الطير الثالث ...
واستلقى الماء بأوعية الأرض ...
وأوَّبت الفلك على مرساة أمان
..
وتتابعت الأيام , وقد أمن الإنسان ..
فأبطره الأمن , إلى أن زل ... فأنساه محبته .
وتوسده حتى وَطِئتْه أمانيه ..
وحتى ملته سلامته .
فتوحمت الأرض الحبلى .
تتشهى لحم أجنتها المنتظرين إياب الطوفان ,

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى