علي لفتة سعيد - أنتِ حينَ حوّركِ الطّين..

أنتِ امْرأةٌ من بلّور
من توْقيعِ إله
من مخابئ القلْبِ
التي أخْفت المطرَ في جوْفِ آدم
أنتِ اللّوْحةُ المؤنّثةُ من فرْشاة الخلْق
طاردةُ الوحْشةَ من لبِّ الّطرقِ الموغلةِ بالدّمْعِ
سارقةُ النّبْضِ على محاملِ الرّوحِ
لتنْبتَ من زرْعها السّنابل
ومنْ كُحْل عينيْها عظام الفراشات
أنتِ صباحٌ.. يُمْسكُ الفجْرَ لتنامين حلمًا
ومساءٌ يُراقصُ النّجْمِ والقمرَ
والهمْسَ والكرْكراتِ اللّذيذة والبوْح السّعيد
أنتِ حينَ أراد الله الشّاعر أن يكْتبَ لوْحهُ
جمع كلّ حروفِ الكوْنِ
من عرضِ السّماواتِ والأرْضِ
نفخَ من روحِ فراديسهِ..فكان كتابُ الورْدِ
وكنْتِ قصيدته الأجْمل
أنتِ قلْبٌ مسْكينٌ يغنّي خافقًا
تمرُّ عليْهِ نبضاتِ حروفكِ
فتسْقطُ قطْرةٌ من رضاب السّماء
فكانت الشطْآنُ ثمْلى
توزّعُ الخمْرةَ على المدنِ والطّرقِ المضيئة
أنتِ بعض الكذبِ منْكِ شعْرٌ
نصدّقُ كل الحكايا في اللّيالي
فتلوذُ أرْصفةُ الحياة بظلّ مساءاتكِ
أنتِ حواء.. إينانا.. عشْتار.. كيليوباترا.. مرْيمَ
أنتِ خالدة الروحِ في المعْنى
خديجة الحليب.. وأمّ البكاء
أنتِ وأنتِ
تلمّينَ البارودَ عن ظهْرِ الوطن
تمْسحينَ طعناته
لتورقَ أوجهُ الأطْفالِ أناشيد
أنتِ حين أدير وجهي إلى الموْتِ
تحملينَ سورةَ ياسين
وغصنًا من ياس
لترتّلي العشْقَ آيات
أنتِ أوّل البدْءِ حوّركِ الطّينُ
فكان الجّمال

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى