ناظم حكمت - أريد أن أموت قبلك.. ترجمة: نزار سرطاوي

أريد أن أموت قبلك.
هل تظنين أن
من يأتي فيما بعد
سيعثر على من رحل من قبل؟
لا أظن ذلك.
من الأفضل أن أُحرَق،
وأن تحتفظي بي في إناء فوق الموقد في غرفتك.
وينبغي أن يكون الإناء مصنوعًا من الزجاج،
الزجاجِ الشفافِ الأبيض
حتى ترينني في داخله.
ها أنت ترين تضحيتي:
تخليت عن أكون بعضًا من الأرض،
تخليت عن أن أكون زهرة
لا لشيءٍ سوى أن أتمكن من البقاء معك.
وأن أتحول إلى غبار،
لأعيش قريبًا منك.
لاحقًا، حين تموتين أنتِ أيضًا،
تعالي إلى الإناء.
وسنعيش هناك معًا
رمادك في رمادي،
إلى أن تقوم عروسٌ لامبالية
أو حفيدٌ جاحد
برمينا من هناك…
لكننا إلى حين يحدث ذلك
سوف نظل نختلط ونختلط معًا
وحتى في القمامة التي نُلقى فيها
ستسقط ذرات أجسادنا جنبًا إلى جنب.
سنغوص في التربة معا.
وإن أصابت الرطوبة
زهرةً بريةً
من هذا الجزء من التربة وأزهرت ذات يوم
ويقينًا ستتفتح على ساقها زهرتان:
إحداهما أنت
والأخرى أنا.
لا أفكر في الموت حتى هذه اللحظة.
سوف أنجب طفلا آخر.
الحياة تتدفق في أعماقي.
فما زلت مليئًا بالحيوية.
سأعيش طويلًا طويلًا،
لكن بصحبتك.
فأنا أيضًا لا أخشى الموت.
لكنني أجد مراسيم جنازتنا
غير مستحبة أبدًا.
إلا أن هذا الشعور سيظل يتحسن
إلى أن أموت،
هل هناك أمل في خروجي من السجن هذه الأيام؟
صوت في داخلي يقول:
ربما.



  • Like
التفاعلات: نزار سرطاوي
أعلى