عبد الرحمن طهمازي - صباح التعارضات.. شعر

1

أنتَ أجَّجتَ التضاريسَ وسوّيت ثياب الأمّهاتْ
ملجأً للحَجَرِ
وتحالفتَ مع الأنواء أن ترغم للثعبان وجهي
ثمّ لم تسكنهُ بعدي
أيّها البحرُ الذي يهرم من شكوى سفينةْ
يمرض الأمواتُ، تنحلّ المسافات ولا تخرج فينا؟
أنت أجَّجتَ التضاريس وأسْلمتَ الفصولْ
لأراضي ذلك العامِ ولم تعبأْ بأخطار ربيعٍ نائم فيكَ
ولم تعبأ ببركان جَسَدْ
مرّةً ألقيتَ أشباحكَ في صبحٍ قديمْ
مرّةً أرغمتَ ظلَّكْ
أن يراه البرق في ليلة بَرْدْ،
لحظةٌ ينفرد الدهرُ بها
يستطيع العشب أن ينبت في صحراء لحظةْ.
آن للطائر أن يسقط مستاءً
فلا خوف البراري يفتديهْ
لا هواءٌ ميّتٌ حول جناحيه، ولا شمسُ غروب في جفونهْ
ما الذي رافقك الآن إلى قلبك، مَن آواكَ فيهْ

2


مرّتِ الساعة لا تشبهنا إلاّ قليلا
أهو الطفلُ الذي
يسبق النومَ إلى اليقظة، والذئب الذي بسمع صوتهْ
أهي بغداد التي نذهب فيها لأقاصي الذاكرةْ
قاطعين الطرقَ المزدحمةْ
كاسرين الجمجمةْ؟

3

مَرأةٌ تهبط في ساحات قلبي وتضيعْ
حاولتْ تحملني نحز السنين الهاربةْ
مثل طفل آخذٍ في النومِ، لا يحترم الأمواتَ، لا يعدو على السلّمِ
لا يخرج في البيت وحيدا
أيّها العالمُ الموالي للأُسودِ الغائبةْ
انني أعرف من يكبو به الصوت ويرديهِ قتيلا
أيّها الريف الجريءْ
أيّها الطائرُ لو تشبع جوعَكْ
بنواحْ الشجرةْ
آهِ يا سكَان هذا العالم، يا ساحل وجهي
قال صيّادٌ بأنّ الشمسَ لا تجهل هذا الصيف، انّ الظلً يستبسلُ
حتّى قد نرى الفارس يستجدي الفَرَسْ
ثمّ قالْ
بعد أن حرَّرَ بعض السمكِ المرّ وآوى الكلمات الخائفةْ:
اننا الآن على أبواب أن نصطحب الأشجار في النزهة، أن نحمي الجذورْ
من أنين الحبّة المائل للخوف، احرسوا قيعان هذا العقل مرّوا
بالهموم المستعدّةْ
وامنحوا أوجهكم للانتظار الصعب
قد تأتي إلى المنفى سحابةْ
انّها الكفّ التي تلجأ عندي وهي تبكي.
أعلى