إبراهيم بجلاتي - قبل قليل وأنا أنشر الغسيل

١-
قبل قليل وأنا أنشر الغسيل
وأرتب الثياب بحرص
الأبيض في جهة والملون في جهة
وبينهما الأسود
كنت أكلم نفسي -كالعادة- قائلا:
وأنت تتعرف على المعنى الحقيقي للحرث في البحر
تذكر أن الفارق بين الفأس واليأس ليس حرفا واحدا
بل مسيرة -ليست طويلة جدا-
تبدأ بالقاف
التي تشبه قردا جالسا
وتنتهي بالهاء كما في هزيمة أو هباء
أما الياء فتجد نفسها حزينة
وضائعة
بين الملكية
والتعجب
والنداء

٢-
لا تعجبني القافية
لكنها تفرض نفسها أحيانا
كفردة الجورب التي تضيع دائما
في الغسالة
أو في سبت الغسيل
كالطريق
كالخطى كتبت علينا
سر مسرعا
أو امش الهوينا
لن تجد مخبزا أو شجرة في آخر الغابة
٣-
لا تعجبني هذه الحكمة ايضا
لكنها عادتي
كلما خرجت من حفرة
وقعت في حفرة اكبر
ولأن الطريق مليئة بالحفر
أعود كل مرة
بحصاة صغيرة
في كعب الحذاء
كأنه ليس عندي أسباب كافية للعرج
٤-
يكره الطفل الكتابة
يكره الإمساك بالقلم
يرتكب اخطاء فادحة في الإملاء
-الأخطاء نفسها دائما-
أحيانا أقسو عليه
وأحيانا
ارتبك
وأقول لنفسي
هذه غلطة الجينات
٥-
يريد أخا
فيسألني؛ أيها تحب أكثر الكلاب أم القطط؟
٦-
لا يجوز أن نكتب نصا
دون أن نشتم الحياة
أو العالم
دون أن نذكر تعريفا للحب أو القهوة
دون أن نعيد حياكة الفستان
أو القميص
كل شيء قديم
وكل قديم زائل بقوة الخيال
أو قسوة الآلات
٧-
من أين بدأنا
من الغسالة والغسيل؟
من الجورب المفقود؟
لا بأس كان مثقوبا
وليس عندي إبرة أو خيط
الأرجح أنني بدأت من البالوعة المسدودة
من جرح صغير في يدي
وأنا استعيد خبرة الجرٓاح عن فتح الطريق
دعه يعمل يا أخي
دعه يمر
دعه يعزف بالملاعق على ترابيزة السفرة
والزجاجات الفارغة
ربما يكتشف علاقة جديدة
بين الصوت والصمت
أو بين الحركة والسكون
٨-
كلما ثقل الأمر عليه نام
وكلما ثقل الأمر علي
سألته عن موعظة الجيتار أو البيانو
٩-
الغسيل جف
والزبالة في كيس البقالة
وأنا تعبت
١٠-
باق من اليوم ساعتان
وعلي أن أواصل
لم يزد وزني عن سبعين كيلوجراما
فقدت منها ستة في شهر واحد
فكرت طبعا أنني مريض
لكن عندما تعطل المصعد
وتمكنت من الصعود إلى الطابق الثالث
دون ألم شديد
ابتسمت
وقلت لنفسي
حسن
صار بإمكاني الآن أن أصل
دون توقف
إلى الطابق الأخير


٢٥ مايو ٢٠١٩



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى