كاظم حسن عسكر - نقد وتحقيق

نقل ابنُ سلامٍ الجُمحيّ في كتابه ( طبقات فحول الشعراء) قول أبي عمرو بن العلاء((ما لسانُ حميرَ وأقاصي اليمنِ اليومَ بلساننا، ولا عربيّتهم بعربيّتنا))، وقد ورد هذا القولُ في النسخة التي حققها الاستاذ محمود محمد شاكر، ويجد القارئُ أن هذه الروايةَ تنطوي على فرقٍ بسيطٍ عن تلك التي اعتمدها طه حسين في كتابه( في الادب الجاهلي)، فقد نقلها العميد من دون كلمة(اليوم) ((ما لسان حمير وأقاصي اليمن بلساننا ، ولا عربيتهم بعربيتنا)). يعلق استاذنا الدكتور مهدي حارث الغانمي في كتابه (سقيفة اللغة: انحداراة العربية من الدين الى السلطة) على ذلك قائلا: ((وليس التزامن الذي تشتمل عليه الرواية المعتمدة في الطبعة المحققة من طبقات فحول الشعراء هو المشكل الوحيد في كلمة أبي عمرو، ولكن يفتح الباب على الظن أن صورة اختلاف اللسانين والعربيتين إنما كانت في زمن بعينه لا مطلقا)) ، ويستند طه حسين الى مخطوطة كتاب (طبقات فحول الشعراء) في حين يحيل محمود محمد شاكر - كما ذكر- في هامش المتن المحَقق الى كتاب (الخصائص لابن جني) فهل يعني هذا الاختلاف بين الروايتين أن المحِقق أدخل تحقيقه في سياق حجاجي مع الدكتور طه حسين؛ ليثبت نسبة الشعر الجاهلي؟ أي أنه أخضع التحقيق لسياقات خارجية غير نصية؛ ليثبت نسبة الشعر العربي ومن خلفه التراث لبيئته التي ينتسب إليها، فهو انطلق من السياق الى النص لينتصر الى السياق التراثي العام، أو لعل السيد العميد استند الى رواية أرادها بنفسه؛ ليحقق غاياته الشكوكية في نفي نسبة الشعر الجاهلي لا سيما شعر شعراء اليمن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى