نادية محمد - حزني بطعمِ البرتقالِ

حزني بطعمِ البرتقالِ
وأنا عاشقةٌ لهذه الساحرةِ اللذيذةِ
علمتْني أمي في مواسمِ الجفافِ
أن أضعَ رائحةَ البرتقالِ على كأسِ الألمِ
وأتجرعَهُ بتؤدةٍ
حتى لا يجرحَ فؤادي
وأحيانا أرش بعض عطر الفانيليا على طبق الغصة
حتى أستسيغَه

أنظرُ للمرآةِ بتنمرٍ
وأُعنفُ المرأةَ التي تقفُ أمامي بتحدٍ،
أُخبرُها أن البكاءَ على مافات من أكبرِ الكبائرِ
ورذيلةٌ تُنبتُ الغمَّ
هيا اضحكي واسمعي "ياصباح الخير ياللي معانا"
فترد بحسرةٍ
ليس معنا أحدٌ يُصفقُ لي ولكِ
أُخبرُها
ألايكفيكِ أنا وأنتِ
تقول
لكنَّه ترككِ ورحلَ مع سربِ العصافيرِ
عايرَكِ بجفاف عينيك
وألامِ ظهرِكِ الحادةِ
وصوتِِكِ المرتعشِ حين يغيبُ،
تناديه؟
فلا يجيبكِ
أُخبرُها
لايهمُّ سيدتي

أنصتي
الوحدة تصفر في كل ركن
انظري
البرودة تسيل على ثيابك المعلقة
و
صديقُكِ !
أساءَ الظنَّ بكِ حين أكثرتِ من عطرِ الحنانِ،
اغترَّ بنفسِهِ،
ومضى،

وهذا الشابُ الأسمرُ الذي هو صورةٌ من صورتِكِ
تمرُّ أيامٌ دون أن ينتبَه أنكِ مازلتِ على قيدِ الحياةِ
وأن الجنةَ تحت قدميكِ
لم يكترثْ إلا بزهرتِه النابتةِ على نافذتِهِ
يرويها بالمجازِ كلَّ صباح

أُخبرُها
أرجوكِ عزيزتي
الشمسُ تُرسلُ جنينَها على وسادتِكِ
والقمرُ يُرسلُ إشارةَ ترحيبٍ بكِ
وعصفورٌ صغير يعشقُ النظرَ لعينيكِ
ليسمعَكِ تغريدَهُ
قلمُكِ ومحبرتُكِ
ينتظران أصابعَكِ
فلا تتاخري
دمتِ بخيرٍ أيتها الجميلة .

نادية محمد
  • Like
التفاعلات: علي سيف الرعيني

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى