غياث المرزوق - وَمَا قَبْلَ ذَيْنِكَ ٱلْجَحِيمَيْنِ حَوْلٌ -3- «بَيْنُ ٱلْتَّفَاؤُلِ»

/... دُونَ أَنْ أَعْرِفَ مَنْ «أَنَا»،
وَلِمَاذَا أَنَا هُنَاْ؟
تَسْتَحِيلُ الحَيَاةُ حَتَّى لَوِ ابْتَسَمَتْ
لَهَا كُلُّ الدُّنَـاْ!
تولستوي


(3)

/... هَا أَنْتِ
عَـامٌ أَبْيَضٌ
/...
يَدْنُو لِكَيْ نَدْنُـو
فَنَكْتُبَهُ قَصِيدَتَنَا
/... ٱلْبَتُولاْ

***

/... عَامٌ
تُؤَرِّخُــهُ عَلَى البَـوْحِ
/... ٱلنَّيَازِكُ
– أَوْ تَرَانِيمٌ
يُغَنِّيـهَا حَفِيفُ الـدَّوْحِ
تَسْمَعُهُ المَلائِكُ
– أَوْ فَرَاشٌ
يَسْتَبِيحُ اللُّغْزَ مِنْ مُقَلٍ
فَتَعْشَقُهُ اللَّيَالِكُ
وَانْكِسَارُ الضَّـوْءِ فِي
/... عَسَلٍ
/...
ليَفْتَتِحَ الدُّخُولَ إِلَى البَنَفْسَجِ
/... يَرْتَميْ
حُلُمًا عَلَى حُلُمٍ
وَيَخْتَتِمَ الرِّسَالَةَ، وَالرِّسَـالَةَ
/... وَالرَّحِيلاْ

***

/... عَامٌ
سَيُولَدُ ثُمَّ يُولَدُ مِثْلَ زَيْتُونٍ
عَلَى العَيْنَيْنِ
/... خُضْرَتُهُ
/... وَسُمْرَتُهُ
تُذَكِّرُ بِاخْتِبَــاءِ الشَّمْسِ فِي
/... خِدْرٍ
تُغَازِلُ ضِحْكَةَ الصَّفْصَافِ
/...
وَالصَّفْصَافُ
يَنْقُشُ فَوْقَ صَفْحَةِ وَجْهِهَا
لامًــــا،
فَبَــــاءً،
ثُمَّ نُونًا،
/...
ثُــمَّ أَوَّلَ أَبْجَدِيَّتِنَـا
وَآخِرَهَا، وَآخِرَهَا
/... ٱلسَّلِيلاْ

***

/... هَا أَنْتِ
عَامٌ أَخْضَرٌ
/...
يَدْنُو لِكَيْ نَدْنُـو
فَنَكْتُبَهُ قَصِيدَتَنَا
/... ٱلْبَتُولاْ

***

دبلن،
كانون الثاني (يناير) 1990

/ عن الحوار المتمدن

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى