أمجد ريان - صوت الجيتار مثير للغاية.. شعر

دائماً يكون الحاضر تعيساً ، وتكون الحياة بلا بوصلة
وأنا ممتن للـيأس ، لأنه أفهمني قضايا كثيرة
كان من الصعب أن أفهمها :
أظل دائم التجوال في ممرات ذاتي ، ولكني لا أفهم شيئاً
دائم التجوال بامتداد الأسفلت الأسود ، دون أن أفهم شيئاً ،
واليوم حين ذهبت إلى المقهى
رأيت الكهل يجلس على الكرسي الخشبي : بالفانلة والشورت
ليبكي بكاء حاراً ، ويشيح بيده لكل من يسأله عن سبب البكاء :
وليست الحياة سوى ألبوم صور
غرفتي يائسة ، والأشياء داخل غرفتي يائسة :
كنا في طفولتنا نلعب (حبة ملح ، عند الجارة) ، والاستغماية ، وتْرِي ترا
وعندما كبرت أيقنت أن الحياة ليست سوى استغماية ، أو ألعاب تكرر نفسها .
وفي داخلي عتمة الهروب الدائم .
.
أعبث بأصبع قدمي الأكبر في شراشيب السجادة
بينما المجرات تعوي بامتداد الفضاء ،
ودائماً أوهم نفسي - زيفاً – باليقين
وأمثل دور التأكيد ، فأضم طرفي السبابة والإبهام
وأحرك باقي الأصابع لأعلى ولأسفل
بينما محركات البحث تعمل ، بلا توقف
ولكني في قرارة نفسي غير متأكد من أي شيء
سوى أن القطة قلبت سلة المهملات الآن أمام عيني .
.
لقد أحب المحامي المتهمة وأنقذها ، وتزوجها
وأكل من يدها في اليوم الأول للزواج :
صينية مكرونة بالبشاميل ،
في الوقت الذي كانت فيه أصوات الكلاكسات في الشارع ، رتيبة لا تتوقف
العربات المسرعة مهزلة ، والطريق مهزلة ، والمسافات كلها مهزلة .
.
إغماض العينين يأس ، والتحديق بكل قوة الحدقتين يأس
والبنت التي فاجأتني هذا الصباح بابتسامة قصيرة كثيفة
ظلت تتفرج معي على اللقطة الفوتوغرافية ، بالأبيض والأسود
لفؤاد حداد في شتاء ١٩٦٤
بعد خروجه من المعتقل ،
وأقنعتني بأنها قادرة على تغيير مزاجي المتعكر
وأخذت تذكرني بأيام استلاف الكشاكيل في الجامعة
وذكرتني باليوم الذي ضممت فيه أصابعي لأعمل لها قبلة هوائية
أرسلتها على بعد ثلاثة أمتار
ووقتها غضبت مني غضباً شديداً
لأنها كانت لاتزال بريئة ، غير ناضجة
وقالت لي : إنها أصبحت الآن ناضجة
بالقدر الذي يسمح لي بأن آخذها بكل بساطة
إلى داخل الحجرة :
لأسمعها الجزء الأول من موسيقى مونامور للجيتار الأسباني .
أعلى