زكريا الشيخ أحمد - بظهرِكَ تسندُ بابَ قلبِكَ

في البدايةِ ستمنحُكَ الطبيعةُ
قلباً كبيراً بحجمِ العالمِ .
سيكونُ بإمكانِ كلِّ منْ يُظهِرُ حبَّهُ لكَ دخولهُ
بمنتهى السهولةِ و اليسْرِ و التجولَ فيهِ كما يشاءُ ،
سيمنحُكَ ذلكَ سعادةً كبيرةً .
ستبذلُ كلَّ ما في وسعِكَ لإبقاءِ بابِ قلبِكَ مفتوحاً على مصراعيهِ .
ستبذلُ جهوداً جبارةً للحفاظِ عليهم ، كي لا تفقدَ تلكَ السعادةَ ،
لكنهم حينَ يلاحظونَ أنَّ سببَ سعادتِكَ هو وجودهم في قلبِكَ ، سيغادرونَ فوراً دونَ أيِّ ذنبٍ ترتكبُهُ .
ستخسرُ كلَّ يومٍ واحداً أو أكثرَ و تفقدُ محبتَهم .
ستتألمُ في البدايةِ ألماً
لا يملكُ أعتى الشعراء وصفَهُ .
معَ مرورِ الزمنِ ستعتادُ على ذلكَ
و رويداً رويداً لن تشعرَ بأيِّ ألمٍ .
ستبدأُ بإغلاقِ بابِ قلبِكَ ،
لكنك ستفتحُهُ عدةَ مراتٍ ،
إلى أنْ تأتي اللحظةُ التي تغلقُهُ بقفلٍ متينٍ ،
مقرراً عدمَ فتحِهِ مطلقاً .
ستضعُ حراساً أقوياءَ أمامَهُ
ليمنعوا إقترابَ أحدٍ منهُ .
ستسجنُ تلكَ العاطفةَ في داخلِكَ
و تتوقفُ تماماً عنْ صرفِ مثقالِ ذرةٍ منها .
لن يعنيكَ أنْ يكرهَكَ أو يحبَّكَ أيُّ كائنٍ في العالمِ .
سيراكَ العالمُ تتنفسُ و تبتسمُ و تغني
تأكلُ و تشربُ و تنامُ ، لكنهم لن يعرفوا قَطُّ أنَّكَ
و كأنَّكَ تعيشُ لوحدِكَ
في كوكبٍ لمْ تطأْهُ أيّةُ قدمٍ .
و لأنَّكَ إنسانٌ لن تنتهي آلامُكَ .
ستتألمُ حينَ ترى أحداً يقتربُ طالباً دخولَ قلبِكَ .
ستتألمُ و أنتَ تسندُ بابَ قلبِكَ بظهرِكَ .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى