د. محمد عباس محمد عرابي - شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة للدكتورة كوثر محمد القاضي.. (المكونات – النتائج)

كتاب شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة للدكتورة كوثر محمد القاضي وهو في الأصل رسالة دكتورة للباحثة، وقد طبعته على نفقتها وزارة الثقافة والإعلام بالرياض 1430هـ ونشرته دار المفردات للنشر والتوزيع بالرياض بمناسبة مؤتمر الأدباء السعوديين الثالث (الأدب السعودي: قضايا وتيارات)

والكتاب في الأصل رسالة دكتوراه حصلت به الباحثة درجة الدكتوراه في النقد الأدبي الحديث من جامعة أم القرى بتقدير ممتاز مع التوصية بطباعة الرسالة على نفقة الجامعة
وتكونت لجنة المناقشة من المشرف على الرسالة أستاذ الأدب ورئيس قسم الدراسات العليا بكلية اللغة العربية بجامعة أم القرى الأستاذ الدكتور عبد الله إبراهيم الزهراني مشرفا ومقررا والأستاذ الدكتور مصطفى السعدني أستاذ الادب والنقد في جامعة الطائف والدكتور إبراهيم الكوفحي أستاذ الأدب بكلية المعلمين بجامعة أم القرى.

وفيما يلي عرض للكتاب من خلال محورين:

المحور الأول: مكونات الكتاب:

وبينت بوابة الأفق للمعلومات أن المؤلف سعت بين طيات هذا الكتاب بالحديث عن شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة.

وقد جاء الكتاب مشتملاً على مقدمة وتمهيد وبابين، تناول في المقدمة والتمهيد السرد والسرديات من خلال عرض تحديد المصطلح، وسرديات القصة، والسرد والشعر، وشعرية السرد في القصة السعودية القصيرة

الشعرية وعناصر القص:

فقد حمل الباب الأول عنوان الشعرية وعناصر القص تناولت فيه شعرية الحدث وشعرية الشخصيات وشعرية الزمن وشعرية المكان، ويشتمل هذا الباب على أربعة فصول،

قدم الفصل الأول شعرية الحدث، ويعرض من خلاله الحدث الواقعي، والإيهام بواقعية الحدث، والحدث المتخيل.

ويحوي الفصل الثاني شعرية الشخصيات، وفيها الشخصية النمطية، والشخصية الضحية (المحرومة والمنفية)، والشخصية ذات الكثافة النفسية.

ويتضمن الفصل الثالث شعرية الزمن، وفيه يتعرض إلى الحركة والزمن، وحركة الزمن المتداخلة.

أما الفصل الرابع فيبرز شعرية المكان.

*الباب الثاني: الشعرية والبناء القصصي:

يلقي الباب الثاني الضوء على الشعرية والبناء القصصي السعودي في فترتها الذهبية (١٤٠٠-١٤٢٥هـ) معتمدة على أكثر من (١٨٠) مرجعاً بين كتاب نقدي ومجموعة قصصية، وذلك من خلال فصلين:

الفصل الأول:

تناول مكونات الشعرية في القصة السعودية القصيرة، ويعرض من خلاله الإيقاع، والتكثيف، والوصف التصويري، والتشخيص والتجويد، والرمز، ويتعرض في الفصل الثاني إلى التشكيل البنائي وتداخل الأنواع الأدبية.

وذكر باوزير أنه انطلقت المؤلفة في دراستها لشعرية السرد في القصة السعودية من مكونات الشعر حيث ينظر القاصون للشعر بأنه نموذجهم الأعلى للعودة إلى التميز في القصة القصيرة في وقت ساد فيه ديوان العرب على المشهد الثقافي عربياً وسعودياً.

لذلك نجد القصة القصيرة من أفضل الأنواع التي يمكن أن تتداخل فيها الفنون وهي أقرب إلى القصيدة من الرواية بتكثيفها وتركيزها وبنيتها المتماسكة لذا أبرزت الشعرية بالمفهومين العربي والغربي.

وقد ذكر الكاتب محمد باوزير في مقاله ما يلي:

أنه قد بحثت الكاتبة التباين في المفهوم والنظرة والتطبيق بين ما نقله المغاربة مترجماً عن هذه الآداب (أصول السرديات) وبين ما وجدته في الأدب العربي بشكل عام والأدب العربي في السعودية خاصة.

وبين باوزير أن الناقدة كوثر قاضي وقفت أمام جمهرة من المجموعات القصصية وتحديداً منذ عام (١٤٠٠-١٤٢٥هـ) وذلك لاستخراج النماذج القصصية التي تتوافر فيها ظاهرة الشعرية ثم تصنيفها حسب فصول كتابها ثم قراءة هذه النماذج مرات أخرى لتحليلها مستثمرة المنهجين الأسلوبي والبنائي وعلم لسانيات الخطاب ولغة النص وقد انطوى الكتاب على تمهيد عن السرد والسرديات وتحديد المصطلح وسرديات القصة والسرد والشعر.

وبين باوزير أنه بحكم السردية العربية الحديثة ناتجة من خضم التفاعلات بين الأنواع والأجناس الأدبية، لذلك فهي الثمرة التي وصلت إليها حركة النماذج التي قامت بين الرصد والسرد التقليدي ومؤثرات ثقافية عصفت بالأنواع الأدبية التقليدية كضعف الحدود الفاصلة بين الأجناس الأدبية وتداخل النصوص وغياب بعض الأنواع السردية القديمة كالحكاية الخرافية والسيرة الشعبية والمقامة.

المحور الثاني: النتائج:

توصلت الباحثة للعيد من النتائج يمكن إيجازها فيما يلي:

ظهرت الشعرية في القصة السعودية القصيرة للتطور في القص والميل إلى التجديد في الساحة الأدبية.

-تعني الشعرية بالإضافة للبحث في لغة النص جملة الوسائل والمكونات التي يستخدمها القاص ليجعل عمله يخرج من ينحى منحى جمالي.

تحل التفاصيل الصغيرة، وتوالد المشاهد التي يضعها القاص بإزاء بعضها، والتصعيد النفسي لمشاعر السارد محل الحدث.

في شعرية الحدث لا تعود للواقع الموضوعي الخارجي مكانته السابقة، فينكفئ القاصون على عوالم الذات للتعبير عن نفسياتهم، ووسيلتهم في ذلك تقنية الحلم.

- تم تقسيم شخصيات القصة السعودية القصيرة على الوضع الذي تتخذه الشخصية تجاه القارئ إلى الشخصية النمطية، والشخصية الضحية والشخصية ذات الكثافة النفسية.

- يعمل النص في شعرية السرد من قيمة الاسترجاعات، والحديث النفسي، والاستشراق بحثًا عن زمن آخر للنص هو الزمن النفسي.

- يلجأ السرد في شعرية الزمن إلى تقنية زحزحة مواقع بعض الأحداث ودمجها مع أحداث أخرى، ليحقق حراكًا في زمن الواقع؛ ليتماهى مع الزمن التخيلي وزمن الحلم، فيبدو زمن الواقع مؤجلا لا سبيل إلى تحديده.

يعول في شعرية المكان على: الفضاء النفسي، والفضاء التخيلي، وفضاء الحلم.

- يشارك الفضاء النصي اللغة في عملية التلقي؛ فيسهم في تشكيل قراءة جديدة، وتوليد معاني أخرى للنص بإشراك حاسة البصر في عملية القراءة.

- المكونات الفنية لشعرية السردي هي في حقيقة الأمر عدد من البنى العميقة التي تشكل النص القصصي.

- تم تقسيم مستويات السرد الرئيسة حسب حضور السارد إلى ثلاث مستويات: المستوى الاستكشافي، المستوى التكثيفي، المستوى الاستشرافي.

- خضعت القصة السعودية القصيرة في بدايات التجريب للشعر الحر وسطوته

- نجح القاصون السعوديون في: مقابلة المشاهد السردية بأخرى شعرية، وعلى هيئة مقاطع من القصة تقابل بمقاطع رمزية مكثفة، أو لوحات سردية تقابل بلوحات حوارية







المراجع:



1-كوثر محمد القاضي، شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة، الرياض: وزارة الثقافة والإعلام،1430هـ

2-محمد باوزير، كوثر القاضي تبحث عن الشعرية في القصة السعودية، صحيفة الرياض، الاثنين 9 ذي الحجة 1431هـ - 15 نوفمبر 2010م - العدد 15484

3-صحيفة البلاد: كوثر القاضي. تحصل على الدكتوراه في شعرية القصة القصيرة 10رجب / 1429 هـ 15 يوليو 2008م

earch&menu=search&ri=1&source=172.16.18.30@!kfnl1256&term= شعرية السرد في القصة السعودية القصيرة للدكتورة كوثر محمد القاضي

index=PTITLE

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى