حبيب النايف - الدروب..

في الدروبَ التي يتصاعدُ منها اللهاثُ
تَستغيثُ الاقدامُ من تعبِها
الحزنُ يرسمُ خطوطَه المتعرجة على وجهِ الترابْ
يختتمُ فصلاً من رحلةٍ
لم تكتملْ بعد ،
البوصلةُ تتارجحُ
تجرُ خطاها بحذرٍ
تفقدُ الاتزانْ
لاشئَ يمنحُها متعة الجهاتْ
النبضُ المتقطعُ يستغلُ رتابتَه
ينحنى باتجاهِ السقوفَ المتآكلةْ
ينفذُ بين سفوحِها
يعلقُ على ياقتِها وردةً مُصْطنعةً
يشمُ عطرَها
عندما يحاصرهُ الاختناقْ ،
المرأةُ التي تشبهكُ
اغازلُها بخجلٍ
تديرُ وجهَها للجهةِ الاخرى
وتواصلُ المسيرَ
اتبعُها بالنظرِ
تموءُ كقطةٍ
يطاردُها طفلٌ معتوهْ،
خافتٌ صوتُ المذياعِ
الذي يبثُ الاغاني العاطفيةْ
وصاحبُ المقهى يلوذُ بخوفهِ
لمخالفتِه التعليماتْ
صمتي الذي يزعجُه الضجيحُ المتصاعدُ خلفي
يحتمي بترددِه
يتعثرُ بالسكوتِ ،
لذا يستعينُ بالاشارةِ
متخطياً ثرثرةً الريحِ
التي تمرُ بالقربِ منهُ ،
عندما اعبرُ النهرَ وحدي
تشاكسُني المراكبُ
فاتخفى بينَ الامواجِ
كي اطمأنَ على سلامةِ الشواطيء
منَ الغرقِ،
العاصفةُ التي تهبُ من الجنوبِ
نذيرُ شؤمٍ على الحقولِ
التي أينعتْ بغفلةٍ من الجفافِ،
هكذا يتصاعدُ الصفيرُ الموبوءُ بالخرسِ
ويمرُ بجوارِ الجدرانِ المتكئةْ
على ظهرِ الريحْ،
الحارسُ الذي توارى بينَ الابوابِ
بعد انْ فقدَ بندقيتَه
يشاكسُ اللصوصَ الذين يجاملونه
بالضحكِ،
حين يقدمُ لهم وجبةً دسمةً منْ الارشاداتِ التي تحرضُهم على الامانةِ وحبِ الوطنْ
وهو يلمعُ حذاءَه بزيتِ الطعامْ
المخفرُ الذي ينتمي اليهِ
يعاني من نقصٍ
في التجهيزاتِ والعتادِ
لذا استعانَ بالصورِ المعلقةِ على الحائطِ
ولاذ بها كتعويذة
تحميه من المخاطر ،
الافرادْ الذين شعروا بالخيبةِ
بعد انْ استفزتهم الوحدةْ
ففروا كالطيورِ السجينةْ
واحتموا بلباقتهم
تتبعهم ظلالهم المرتبكة
وهم يعرضون خوفهم في الطرقات



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى