د. أحمد جمعه - عليكِ أن تقنعي الجندي

عليكِ أن تقنعي الجندي
أن القبلة أشد فتكًا من القنبلة
وأن رصاصة الحب حين تمر للقلب
أصوب من رصاص البنادق.
عليكِ أن تقنعيه
أن رائحة الورد على قميصكِ الأحمر
أزكى من رائحة الدم
وأن قيادة السرير نحو طفلٍ يشبهه
أسرع حلٍ لتسوية الحرب.
عليكِ أن تقنعيه
أن آهة النشوة
لا تكافئها مليون آهة لأرملة أو مصاب
وأن الرب لا يحب رفع راية النصر
على قلاع مليئة بالجثث
يحبُ أن تُرفع راية رجولته
على حصن أنوثةٍ مفعمة.
حاولي أن تقنعيه
أن اللسان أكثر حدّة من السكين
حين يشق طريق الجسد
وأن الجسد هو المعركة الكبرى
لبناء العالم.
عليكِ أن تقنعيه
أن بيتًا قبل البحرِ
لا يعوّضه ألف بيتٍ بعده
وأن بكاء رضيع في وسط الليل
سمفونية حياةٍ
سيصبح ذئبًا في غابة اليتم
إن لم يعد إلى منزلهِ يهزُ له السرير
إن لم يلقِ البندقية
ويمسك زجاجة الحليب
إن لم يمسح ذاكرة أصابعه من الزناد
ويخزّن عليها ملامح
وجهكِ و وجهه.
حينها ستكون للحرب..
شئون أخرى!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى