مجدولين حيدر - قصة الخلق : سيمفونية رائعة في زمن التوحش

قصة الخلق رواية موغلة في فلسفة الوجود . أعادت نشوءه بطريقة ابداعية جميلة قاطعة ومتجاوزة قصة الخلق التقليدية ... أية قصة رائعة تلك التي تركبت مضامينها على فلسفة متنورة مفاتيحها العلم والمعرفة ... ودائما كعادتك محمود لا تغلق النوافذ بل تفتح المدى بجملة غاية في البساطة والعمق كمثال "نشأ الوجود عن تصور افتراضي في العقل الطاقوي" لقد ربطت بين الخلق والابداع فكان الابداع قصة خلق. بذلك أعدت للوعي عظمته وألوهيته وأكدت على الغاية الاسمى له: الجمال والخير واحقيتهما . وكأنني أقرأ لهرم مثل أفلاطون وابن سينا وغيره من الفلاسفة الذين أبدعوا رؤى جميلة لنشوء الخلق، تناسب عصرهم، وأثرت الوعي الانساني بشكل عام . والابداع الذي تنطوي عليه الروايه فكرة دور الانسان ، فقد جعلت الخالق والمخلوق في علاقة جدلية جميلة راقية ، سمت بذلك الكائن للألوهية ذاتها، فنطق الله على لسانه ... أما الحب فلم يكن عندك مجرد مفاهيم ساكنه مؤطرة بأحكام مغلقة جاهزة، بل كان فضاء عمليا غير عادي ومألوفا، فقد اخترت أبطالا محبين خارج حدود الزمان ... لا عمر للحب .. حتى بلغت جرأتك للمحرم منه، وأظهرت حالته النفسية، وأضأت جوانب النفس المظلمة ومعاناتها. راوية قصة الخلق تنطوي على كم من المتقابلات البديعة، وخاصة في شخوص النساء.. المرأة المتحررة، مقابل التي تحت النير . النبالة والشجاعة مقابل الخسة والشرور . ومستوى دور الانسان الذي لهذا الوقت لم يع دوره، وما زال يتخبط أمام الحيوان الذي يقوم بدوره على أحسن وجه .. وتقابل العقل والوعي، فكان الوعي استخدام وامتلاك الانسان لعقله ... قصة الخلق سيمفونية رائعة في زمن التوحش!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى