نجلاء مجدي - ماذا بعد الحريق؟!.. شعر

_1_

بالأمس،
كنت -لأول مرة- أنهلُ خمرا ؛
محاولة أن أفرَّ من موت بلا هوية
يحاول البحث عن وطن داخلى.
لم أقصد الخروج عن سلوك معتاد لبنت قروية
أريد أن أشعر -فقط- أنني سيئة
أعلن -في رأسي- مسؤوليتي عن كل خطايا العالم
الحروب ، الأوبئة ، الغلاء ، الزلازل ، الاغتيالات
الدمار الشامل الذي أصاب العالم الثالث
ربما تكون تلك خطة جيدة
للفرار من الجرائم التي ارتكبتها في حق نفسي.

_2_
لا تكن مبذرا في مشاعرك
حتى لا يتبقى لك بعضا من رمادك
التي ستنقذها في نهاية الحريق
فتتعثر في البحث
عما يرمم كل هذه الخرائب.
_3_
بعد خمسة وثلاثين عاما من الموت
أحببتك مؤخرًا يا أمي
أسامحكِ،،
رغم أنك قتلتنى فى الماضي
أرغمتني على شراء البضائع الفاسدة
والغير موثقة بالعلامات التجارية
وابتلاع الكيلوجرامات من ملح الطعام
وتحمُّل الأعراض الجانبية للحِمل المبكر
وإذابة أشعاري في دلوٍ مملوء باليأس
حاولت استضافتك-كثيرًا- في قصيدة
بينما كانت الكلمات تنفر مني
تركض نحو قصص حب فاشلة
محاولةً طردها من داخلى
أكتفي بمسامحتك في أجواء ذلك الاشتعال
فجريرتك
أهون بكثير من آثار الندوب الناتجة عن الحروق السابقة
التي أفشل في إزالتها إلى الآن
_4_
اشتريتُ ذلك الصباح :
_ فستانًا أحمر وحديقةً أثرية
_ جمهورًا من متاحف الشمع
_ أسماك زينة، وأقفاصًا لعصافير فراولة
_ ببغاوات تجيد الغناء
_ أوراق قصدير لتغليف الذكريات
_ نهارًا دائمًا يقاوم الإغماء
_ مناخًا معتدلًا من حانات الأرصاد الجوية
_ مانيكان أنيق يذكرني بك
_ تذكرة سفر إلى المريخ
أريد
أن أقيم عرسًا وحياة في اللامكان
فالعالم-بما فيه أنت- بحاجة لتقشيرٍ كيميائي
_5_
أحاول انقاذ نصف ضحكة آيلة للسقوط
بعد مشقة المحاربة مع رجل
في الشهر الاول :
رفضت الذهاب إلى دور العبادة ؛أريد أن أكون قوية حين أقابل الرب.
تغاضيت عن قراءة الحوادث والأخبار
وتدربت على ممارسة اليوغا؛لإزالة السموم العالقة برأسي
في الشهر الثاني:
انتزعت العيوب من خزينة أسراري
حتى أتخلص منها في غرفة عمليات خاصة.
وسعيت إلي المرآة التي في خيالي
بالتردد على صالونات التجميل وشراء ثياب جديدة
في الشهر الثالث:
كنتُ صديقةً ل "نورمان فينسينت "
نصحني وقتها أن أذبح رِقابَ سلبياتي
في رحلة حياة جديدة
في الشهر الرابع:
(plan over)
الآن ..... قد تعافيت تماما مع قوة الوقت
_____
#نجلاء_مجدي
#مصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى