سفيان صلاح هلال -‎ من علمنى حرفا ...

فى مثل هذه الليلة من خمس سنوات رحل هذا الرجل ..أو قل إن شئت المؤسسة عن دنيانا تاركا ابناء ربع قرن أو يزيد من قريتنا يدينون له بتعليمه إياهم القراءة والكتابة والنطق السليم وحفظ القرءان ...وحسن التعامل مع الآخر والأشياءوالحياة
لم يكن سيدنا أزهريا ..ولا يحمل دبلومات تربوية ولا السى دى ال ..لكنه كان مربيا فاضلا ومعلما عظيما ..وكان خفيف الظل سريع البديهةابن كفشة مضحكة ..وكان لا يتقاضى مليما واحدا على عمله من فرد منا ..كل يوم بعد العصر يأتى كتابه فى المسجد الكبير فى قرية الاشمونين مركز ملوى محافظة المنيا اقدم بلد فى مصر ومركز تيحوت رب الحكمة والعلم والمرموز له بالنور ليقوم بشأن حوالى ما ئة طفل/ة ومراهق/ة..، أو يزيد..إن غاب فرد يبعث أحدنا ليعرف السبب ..وياويله لو هارب .... ولو بعضنا -ايام الدراسة -كان من تلاميذ الفترة المسائيةكان ينظم لهم حلقة صباحية..اما مصدر رزقه فكان يعمل مقيم شعائر فى الأوقاف ..و(ترزى بلدى رجالى) وكم أرسلنى بالملابس لأم جورجى الكفافة ومع الملابس تعليقاته الضاحكة، أقولها لها خاصة أيام أعياد المسيحيين طلبا للكعك والبسكويت ،أو ايام صيامهم مستغلا ما يعرفه عن صيام المسيحيين بخفة دم غالبا ما كانت تردها إليه ام جورجى مع ماترسله من شغل تم إنجازه ....والحق إن طرائفه المضحكة وحدها تحتاج كتابا..
نحن فى حاجة الى امثال هؤلا ء الآن ..ففى الوقت الذى كان لا يتم أحدنا العاشرة الا ومحيت أميته وحفظ القرءان ...
صرنا الآن نرى فى القرية عشرة كتاتيب تقريبا تقوم عليها كتائب أ من المحفظين والمحفظات ..-فقد تم بعد الفتح السلفى فصل البنات عن البنين -من حملة المؤهلات العليا وما بعدها ..ولا نجد أنها خرّجت عالما بألفا باء وابنى مثلا لم يتعدى الثلا ثة أجزاء فى الحفظ رغم أنه منذ الحضانة وهو الآن على أبواب الإعدادية .. ومثلي يشكو الكثير من اولياء الأمور..وكيف هذا ؟والمشايخ يقسمونهم مجموعات ولا يدرسون للمجموعة الا حصتين فى الأسبوع..ولايسأل أحد مشايخعلى أحد اوعلى ابنى أو يرسله لى إلا إذا نسيت ترك المعلوم الشهرى لم أبعثه معه..يرسله مهددا بطرده من الكتاب..!!!!!!!!!!!!ولا يعلمونهم إلا شكليات الدين التى تملآ عقول السلفيين مثلما حدث أن طلبت مرة احداهن من بنتى بنت الست سنوات أن تذهب بالسيدال أو لا تذهب...! حسب تعليمات السيد المدير بالتوصيات الشرعية ملقنةهذه الطفلة محاضرة لا استطيع أن افهمها انا!!!!!مما اضطرنى لمنع البنت من الكتاب .....رحم الله سيدنا واستاذنا ومعلمنا ابن الزمن الجميل الجميل فضيلة الشيخ حامد محمد حسن الشريف


صلاح سفيان

تعليقات

أبو عبد الرحمن سفيان
من علمني حرفا

(3)
عمي الشيخ حسن عبد التواب، كما كنت أناديه، واحد من الذين افتقدتهم افتقاداعظيما،
وأظن أنني لست وحدي من افتقد هذا الرجل،فكماكان عالما بدقائق أمور اللغةوالعروض
وقراءات المصحف،كان فقيها واسع الاطلاع مستنير الفتوى،وعمنا لم يحصل على الدكتوراه المهنية ولا الفخرية،ولكنه ،ومن واقع الظرف الذي دعاني لتذكره ،كان من المفروض أن يصير رئيس قسم..وبدأت معرفتي به حين درس لنا اللغة العربية في الإعدادية’وتمكنت علاقتي به لمصاحبتي ابنه الأكبر الشاعر محمود حسن ثم كل الأسرةوذكرني به أنني ذهبت بمشكلة لغويةلأستاذ في اللغة في بلدة مجاورة ..فلا أفتى ولا قال :لا أعلم وسوف أبحثها" كما كان يفعل مولانا ..وأخذ يخوض في مواضيع هلامية شتى لا علاقة لها ولا تفضي لنتيجة غير أن تزيد العطشان ظمأ، في حين إنني ما ذهبت في مسألةلغويةلعمنا إلا وسمعت العجب العجاب الذي لم أسمعه من أحد ..وكل شيء بالدليل والمرجعية والقول المأثور شعرا وقرءانا ومراجع لغوية وفهم معنى قبل كل شيء..وقد كان عمي عالما بالمواريث لدرجة أنه رد حكما للمحكمة فيه خطأ..وكان خفيف الظل إذا سؤل سؤالا لا جدوى منه ..أذكر كنا في الكتاب بالمسجد الكبير واستوقفه متفزلق وهو خارج من الدرس بعد العصر فوقف الشيخ ظنا منه عظم الأمر فإذا بالسائل يسأله يا مولانا ..النملة اللي كلمت سلبمان دكر ولا نتابه؟ فقال له الشيخ لدرجة الإجابة مهمة لك ..فقال السائل نعم ..قال له عمنا رح دور في الصحراء ولما تلاقيها هاتها نكشف لك عليها...ومرة ..جاءه سائل ..يا عمنا ..مش ما فرطناش في الكتاب من شيء ..قال نعم ....قال السائل الدنيا كم مزبلة؟ بسرعة أجابه سيدنا شل وانا أعد ..وعمل فترة مأذونا شرعيا..وفي بيته مرة كتب كتابا لفقيرة وفقير واشهدني عليه واشترى لنا بيبسي من جيبه .وكان جاره مسيحيا متعصبا غير أنه استطاع ترويضه حتى صارا أصدقاء وكم كان يمازحه وسمعته مره يقول له خش اعمل لنا شاي ..يمكن وانت في النار تتزنق لنا في شوية ميه ..فرد الاخر داحنا الي هنورث الملكوت ..قال له طب افتكر اني قعدك جنبي في الدنيا وضحكنا جميعاوحفز الذكرى ما أثير عن الطلاق الشفوي والكتابي ..فالحق رغم أني استفدت كثيرا من فتاواه رحمة الله عليه، فاستفادتي الكبرى كانت من حضور ثلاث جلسات لطلب فتوى طلاق..وأورد ذلك بسبب إثارة الطلاق الشفوي والكتابي..ليعلم الجميع أن لكل حالة فتواها ولا يوجد فتوى جامعة..

وهذا لسعة الدين لكل الناس ..أول قضية ..حلف شاب على زوجته بالطلاق لا تزور أمها) وزارت..كل المشايخ افتوا أنها صارت طلقة..وأخذته لمولانا وفوجئت به يقول عليك كفارة يمين وتروح عند أمها.. ثم سألته لما؟ أعطاني خمسة أسباب من بينهم حاجة إسمها الفتوى عند شيوع البلاء..وتقدير الفقيه للشخص والحالة ..فضلا عن أسباب أخري منها أن الحلف على حلال أوحرام شرعي القاعدة فيه لحكم الله لا لحلف حالف ..والله لا يرضى قطيعة الرحم.....اما القضية الثانية ..فقد قستها على فتواه الأولي وذهبت مع الحالة وأنا متوقع الرد 100% وفوجئت بالعكس تماما..فقد حلف شاب انه سيعتزل زوجته حتي نهاية الشهر..وكان توقعي انه حلف على حلال ولا يجوز وبالتالي سيقول له كفارة يمين..وفوجئت بمولانا يسأله ..وهل دخلت عند زوجتك أم لا ..قال الشاب لا.. قال لو دخلت تحسب طلقة..فتعجبت ودخلت معه في جدال ..فقال اسمع يا مهكّ ..وكانت هذه فكاهته مع من يحب..الأول كان سيقطع رحما وصلها الله قطيعة أبدية .مثل واحد حلف لا يأكل ؛فسيموت والله لايكتب الهلاك ..ثم إن ملابسات يمينه فيها شكوك تفسر للصالح ..أما هذا فشاب أهوج ويجب أن يأدب أولا .ثم هو لم يكسر يمينه..ثانيا إن مسافة شهر ذهب منه ما ذهب وظل منه ما ظل تطاق ..هب زوجته عندها ظروف ألن يحتمل ؟؟ وو إلخ..الحالة الثالثة كان شاب ملتحي قال لزوجته التي كتب عيها ولم يدخل بها أنت طالق لانها رفضت بعض شروطه..وكانت فتوى الإمام قاطعة هي طلقة بائنة..وشرح لي اسباب فتواه وفيها المرجع الفقهي ورؤياه للرجل من خلال حكايته واستجوابه..... ومما جعل الفكرة في استحضار هذا الاستاذ ملحة أنني كنت أجلس بالأمس مع جمع من جيل حرب اكتوبر من ابناء قريتي في مأتم وتجاذبوا أطراف الحديث وفوجئت بكمٍّ من المعلومات القتالية والخططية والمعلومات السياسية والإجتماعية والتاريخية والوطنية وسيل من اسماء قواد مهرة .. فضلا عن بصيرة واستبصار في العلاقات الدولية ومشكلة الجزيرتين وتاريخ الحجاز واثيوبيا..صدقوني أنا أحسست وقتها إن أجيالنا رباية ما بعد السلام والانفتاح ما علمها أحد شيئا..ولم أستعجب أننا فقهاء في (لالا لاندوسلسال الدم البارد..واللمبي والقرموطي وهم سميعة عبد الوهاب وام كلثوم والحصري وغيرهم)
فمر في داخلي شريط طويل من حوارات هذا الجيل خرِّيج الكتا تيب ومحوأمية الكنائس
وجدالته العلمية أي والله العلميةـــوتذكرت شيخي الشيخ حامد الشريف في الكتاب حين قال لي هتضم المفعول به وتحرف المصحف يا ابن ال...........في حين أنه كان لم يحصل
على شهادة ..وخالي الذي حين أعاد عليه وكيل النيابة السؤال أكثر من 5 مرات وهو يجيبه ..في الأخيرة وهوالمسن الذي يلبس الجلباب ويتلفح بملفحتين ..جعل رئيس النيابة يكاد يغمي عليه حين أجابه مرة بالفرنسية الطليقة ومرة بالإنجليزية السليمة وأعقب نقول هلوغريفي.... ..؟,,رحم الله من مات من أسا تذتنا وأهلينا ونفعنا بالحي منهم
ورحم الله مولانا وشيخنا
 
أعلى