إبراهيم مالك - ندبةٌ مَنسيةٌ على جَبِين الصّمت

أشتهي موتًا أقلّ وجعًا
أشتهي حياةً أقلّ وجعا
أشتهي وطنُا
كلّما خنقتني الوِحدة
عانقني بشدّةٍ،
لأستردّ روحي
بعد أن قطعتُ ماراتونا كاملا أركض بقلبي
أنبعثُ من فوّهة الصّمت
لأرقص على أنغام حُزني
بينما يراقبني العالم
و أنا أََهوي بين شوارعه
لا فرقَ بيننا يا حبيبتي
أنت تعيشين خارج المألوف
صورةٌ داخل إطار
لوحةٌ معلّقةٌ في متحف
و قصيدةٌ جميلةٌ
لدرجة أنّكِ تردّين الرّوح
بعد عام طويل من العطش و الإختناق
لكنّهم يريدون سَرقتكِ و إستغلالك،
بينما أنا عَفويٌ برُؤيتي للواقع
مُجرّد عاملٍ بسيط
أعيشُ داخلَ خُوذةِ مُهندس
و ربطةُ عُنقٍ مزيّفة
أصطنعُ إبتسامات ضَئيلة على وجهي
حين أقول أحبّك
لكنّني أشدّ وجعًا و حِرمانًا
من كلّ الذين حاولوا استغلالكِ!
أغرقُ تحت الماء أنادي باسمكِ
أمجّدكِ باسم القبيلة تارةً
و تارةً باسم العشيرة
حتّى يرضى عليّ والدكِ
و يحسبُني إقطاعيا
أو تاجرا يربح دائما
من عرقِ أتباعه
يُمكنني أن أرتبكَ الآن
و أصنع قُنبلةً نووية
لأضرب بها حزني
حتّى يَسَعَ كل العالم
و يُمكنني أن أراقبَ إمرأةً حسناء
و هي تجري كالنّهر داخل دَمي،
لتفتكَ بي
بينما أتأرجحُ بين ضفّتين غامضتين
مزيجٌ من اللّذّة و الحب و الشّبق
و الكثير من الدّماء التي سالت
من فوق جسدكِ المُتعطّش للحب
و يمكنني أن أصرخَ
دون أن أنبسَ ببنتِ شَفَة
مثل نَدبةٍ مَنسيةٍ على جبين الصّمت.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى