محمد عباس محمد عرابي - "الرسائل الديوانية في العصر العباسي الثاني 232- 334ﻫ.. دراسة في المضامين والأساليب" رسالة ماجستير للباحثة رندا حسين محمود

"الرسائل الديوانية في العصر العباسي الثاني 232- 334ﻫ
دراسة في المضامين والأساليب" رسالة ماجستير للباحثة
رندا حسين محمود دبوس بإشراف الدكتور ياسين عايش خليل
وقد قدمتها الباحثة استكمالاً لمتطلبات درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها كلية الدراسات العليا الجامعة الأردنية تشرين الثاني 2009م،وفيما يلي نص مكونات الدراسة ،ونتائجها كما ذكرتها الباحثة/رندا حسين محمود دبوس في دراستها
مكونات الدراسة
جعلتُ الباحثة الدراسة في تمهيد، وثلاثة فصول، وخاتمة.
التمهيد : تناولت فيه الباحثة مفهوم الرسائل الديوانية وأهميتها، وديوان الإنشاء من حيث تراتيبه الإدارية، والكتابية؛ لتكون هناك صورة واضحة المعالم عن هذا الديوان آنذاك.
الفصل الأول:
وقفت فيه الباحثة على دستور كتابة الرسائل الديوانية من خلال الرسالة النموذجية " الرسالة العذراء " مع التعريف بصاحبها إبراهيم بن المدبر الكاتب.
الفصل الثاني
صنفت فيه الباحثة الرسائل الديوانية وفق موضوعاتها فاختارت من الموضوعات ما حسبت أنّه يمثل تلك الحقبة الزمنية خير تمثيل، إذ صنفتها إلى الموضوعات الآتية مستشهدة لكل موضوع بنصوص من رسالتين أو أكثر:
أ- الشؤون الداخلية للدولة وتتنوع في الاهتمامات الآتية:
1) المبايعات والعهود: ككتاب البيعة للمنتصر بالله، وكتاب البيعة للمعتز بالله وكتاب المتوكل بولاية العهد لبنيه وعهد الموفق إلى أحد الولاة في القضاء.
2) المخالعات أو العزل: ككتاب المنتصر بالله بخلع أخويه المعتز والمؤيد من ولاية العهد، وكتاب المعتز بخلع نفسه، وكتاب محمد بن عبد الله بن طاهر بخلع المستعين.
3) التحميدات والفتوح: ككتاب محمد بن عبد الله بن طاهر إلى أهل بغداد، وتحميد سعيد ابن حميد، وتحميد إبراهيم بن العباس الصولي.
4) المنشورات: كرسالة الجاحظ في مناقب الترك وعامّة جند الخلافة، وكتاب التعريف بمذهب القرامطة.
5) التهديدات والوعيد: ككتاب إبراهيم ين العباس عن المتوكل إلى أهل حمص وكتاب ابن عبد كان عن أحمد بن طولون
نتائج الدراسة :
تذكر الباحثة أنه سعت هذه الدراسة سعياً جادّاً في محاولةٍ؛ لرسم صورة واضحة المعالم لفن الرسائل الديوانية في العصر العباسي الثاني على امتداد قرن من الزمان يمتدُّ من 232ﻫ - 334ﻫ فقد أظهرت هذه الدراسة مدى عناية الدولة العباسية بديوان الرسائل الذي صدرت عنه الرسائل الديوانية في هذه الحقبة، ابتداء باختيار كتّابه واستجلاء الوظائف الديوانية فيه على نحو لافت، وانتهاء بالمنهج الذي وضعه هؤلاء الكتّاب في كتابة الرسائل.
وبينت أنه قد عملت هذه الدراسة على استجلاء أهمية الكتابة ومنزلتها في هذه الحقبة وكيف كانت طريقاً متبعاً للوصول إلى الوزارة والمناصب المرموقة في الدولة؛ لما حفل به ديوان الرسائل من مكانة بارزة ومرموقة في قصور الخلفاء والأمراء والولاة والقوّاد، حين أصبح بمثابة الوزارة مهمتها إدارة الشؤون الداخلية والخارجية للدولة ولسانها الناطق باسمها حين عمل في هذا الديوان كتّابٌ كانت لهم اسهاماتٌ عظيمة في فن الكتابة الديوانية في الأدب العربي عامة.
إضافة إلى الحديث عن دستور كتابة الرسائل الديوانية من الاهتمام بثقافة الكاتب وصفاته وأدواته الكتابية. مما تم استجلاؤه في الرسالة الأنموذج: " الرسالة العذراء " التي تصور الحاجة الملحة إلى ضرورة تعلم الكتابة حين كثرت دواوين الدولة وتنوعت، وأصبحت تحتاج إلى كتّاب مهرة يتقنون صنعتها.
كذلك تلك الصورة التي رسمتها الرسائل الديوانية العائدة إلى هذه الحقبة لملامح الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وما عبّرت عنه مضامين تلك الرسائل في عصرها العباسي الثاني، فكادت تشمل معظم جوانب الحياة السياسية، إذ استطاعت أن تشكّل الصورة المثلى في عرضها للوقائع التاريخية الصادقة من خلال تلك الكتب التي تم تبادلها بين الدولة الممثلة بالخليفة أو مَن يقوم مقامه، وبين الرعية؛ ككتب المبايعات والعهود للخليفة أو ولي العهد في صورتها الإعلامية الموجهة من الدولة إلى الرعية. وكتب المخالعات أو العزل من الخلافة أو ولاية العهد التي تشكل النقيض لكتب المبايعات بكلّ ما تحمله في طياتها من معانٍ تعكس الحالة النفسية السيئة لأصحابها.
إضافة إلى تلك الكتب التي تحمل بين ثناياها مظاهر الفرح والسرور من بشائر وتحميدات خاصة بالانتصارات والفتوح التي حققتها الدولة، وكتب التهديدات والفتن الداخلية المتسمة باللغة الغاضبة. وتلك الرسائل التي حددت معالم علاقات الدولة العباسية بدولة الروم في حالتي السلم والحرب، إضافة إلى التوقيعات التي نمت نمواً واضحاً في هذا العهد معبرة عن موضوعات شتى.
كما كانت الرسائل الديوانية صدى لكثير من الأحداث السياسية التي عاشتها الدولة العباسية في عصرها الثاني، فقد عبّرت عن تلك التحولات الجذرية التي شهدتها الدولة من هيمنة العناصر التركية على سياسة الدولة، وظهور حركات تمرد وفتن كثيرة عصفت بالدولة. من أهمها ظهور الدولة الطولونية في مصر والشام؛ لتنافس الخلافة العباسية في بغداد، وظهور دولتي الأخشيديين والفاطميين. إضافة إلى ظهور فتنة الزنج في البصرة، وحركة القرامطة وما احدثوه من ويلات وتخريب في المدن.
فضلاً عمّا حفلت به الرسائل الديوانية من تنوع في الأساليب الفنية لها، وتباين بحسب موضوع الرسالة والغرض منها، من ذلك احتفاء الكتّاب بمقدمات رسائلهم وخواتيمها بما في ذلك تذييل الرسالة باسم الكاتب وتاريخ التحرير لها والشهود الذين وقفوا على ما فيها من وقائع ومضامين، إذ اتخذت معظم رسائلهم بناء فنياً متميزاً.
أمّا ألفاظ هذه الرسائل فقد غلب عليها الوضوح والجزالة والرصانة والدقة في اختيارها ببعدها عن الوحشية والغرابة، وقد تراوحت عباراتها بين الاطناب والإيجاز، فكانت التوقيعات والتحميدات خير شاهد على الإيجاز. بينما كانت المبايعات والعهود شاهداً على الاطناب، وكل هذا كفيل بالكشف عن مهارة الكتّاب وحرصهم على بناء النصوص بناء فنياً متميزاً.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى