محمد عباس محمد عرابي - (أبنية الصرف في روح المعاني) رسالة ماجستير للباحثة شيماء متعب محمود الشمري / عرض

(أبنية الصرف في روح المعاني) دراسة مقدمة من الباحثة ( شيماء متعب محمود الشمري ) ، وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها بإشراف الدكتورة/ خديجة الحمداني 1425هـ / 2005م من جامعة بغداد ،كلية التربية للبنات / قسم اللغة العربية .

وفيما يلي نص :مقدمة و مكونات الدراسة ،ونتائجها كما ذكرتها الباحثة ( شيماء متعب محمود الشمري) في رسالتها ،وهي على النحو التالي :

مقدمة الدراسة:

اللغة مظهر من مظاهر الحضارة لأيّة أمة من الأمم فحضارات الامم تقاس بلغاتها، ومدى استيعابها لما ينتجه الفكر الإنساني في مختلف مجالات العلوم، لذا كان من الطبيعي أن تشهد من علماء الامم عناية خاصة بلغاتها للحفاظ عليها، والارتقاء بها، وتخليصها مما يعلق بها من شوائب مع مرور الأزمان، والعربية من اللغات التي شهدت مثل هذا الاعتناء، بل إنه ما من لغة حظيت بعناية ودراسة مثل ما حظيت به العربية لما تحمله في نفوس ابنائها من قدسية، ولا عجب في ذلك فهي لغة القرآن الكريم.

ولما كان القرآن الكريم معجزة الرسول محمد  الخالدة بألفاظه ومعانيه وسمت نظمه انبرى جُلّ علماء اللغة لدراسة جوانب إعجازه اللغوي وبلاغة عباراته وسحر بيانه.

أمام هذا البحر الزاخر وجدت نفسي توّاقة الى الولوج الى بحر علمه متناولةً مظهراً من مظاهر إعجازه اللغوي الذي يجمع بين علم الصرف ودلالاته من خلال السياق القرآني.

ولرغبة الباحثة الشديدة في دراسة علم الصرف، إذ إنه لابدّ للدارس من التعمق في مسائله لأهميتها، عرضت عليّ الاستاذة المشرفة الدكتورة (خديجة الحمداني) (تفسير الألوسي ) موضعاً للدراسة على الرغم من ضخامته وموسوعيته، وعدم كفاية المدة المحددة لمرحلة الماجستير، مستعينة بصبر ألهمني إيَّاه الله (تعالى) معتمدة على عونه، فوقع الاختيار على (أبنية الصرف في تفسير روح المعاني لأبي الثناء الألوسي ) دراسة صرفية دلالية ، عنواناً لرسالتي، فبدأتُ أوَّلاً أبحث عن كل بناء صرفي يحتوي عليه (روح المعاني)، الذي يعد ذخيرة دينية وعلمية كبيرة، بما تضمنته صفحاته من تفسير آيات الله البينات ومن قواعد صرفية ونحوية.

وقد درس قبل الباحثة الدكتور (محسن عبدالحميد) تفسير الألوسي ، وكان عنوان بحثه (الألوسي مفسراً) تناول فيه حياة الألوسي ونشأته ودراسته وتدريسه ومصنفاته، مع وصف شامل لكل دقائق التفسير، ودرسه أيضاً الدكتور (سعدون خلف الدليمي) وكان عنوان بحثه (الدراسات النحوية واللغوية في تفسير الألوسي )، ولم يتناول الباحث المسائل الصرفية، عدا طائفة من الظواهر الصرفية ومنها (القلب، والاعلال، والابدال) وكانت موجزة، فوجدت الباحثة أنه من الضروري دراسة الابنية الصرفية التي في تفسيره.

صعوبات الدراسة :

وقد واجهت الباحثة صعاب في استقصاء تلك الأبنية ودراستها؛ لأن استخلاص ذلك ليس بالأمر اليسير، فكم من مرَّة راجعت تلك الابنية، وكل مَرَّة تحتاج المراجعة الى صبر وأناة ومعاودة الفكر قبل إصدار الأحكام حتى لا تزل القدم، فضلاً عما لكتاب الله من مقام مهيب في النفس يجعل الخوض في غماره على درجة كبيرة من الحذر والتأني.

مكونات الدراسة :

وقد استقامت خطة الدراسة بعد استكمال مادته جمعاً ودراسة على مقدمة وخمسة فصول يسبقهما تمهيد، وتتلوها خاتمة.

كان التمهيد نبذة موجزة عن الامام الألوسي ، مولده، ووفاته، وشيوخه، مع تعريف بـ (روح المعاني) وأهميته، وتاريخ تأليفه ومنهجه.

وأما الفصل الاول فكان لما جاء من أبنية الافعال الثلاثية المجردة، ومن الثلاثي المزيد بحرف وبحرفين وبثلاثة أحرف، ومن أبنية الرباعي المزيد.

والفصل الثاني خصصته الباحثة لدراسة أبنية المصادر، وتناولت فيه المصادر القياسية للأفعال الثلاثية المجردة، والافعال الرباعية المجردة، والافعال الثلاثية المزيدة، والرباعية المزيدة، والمصدر الميمي، ومصدر المرَّة، ومصدر الهيأة، واسم المصدر.

وتناولت الباحثة في الفصل الثالث أبنية المشتقات، وقسمته على سبعة مباحث، وهي اسم الفاعل، والصفة المشبهة، وصيغ المبالغة، واسم المفعول، واسم التفضيل، واسما الزمان والمكان، واسم الآلة.

وجاء الفصل الرابع في أبنية الاسماء المجردة والمزيدة من الثلاثي والرباعي المجردين والمزيدين، أما الخماسي فلم نجد له أمثلة في (روح المعاني).

وخصصت الباحثة الفصل الخامس لأبنية جموع التكسير القياسية والسماعية من أبنية القلة والكثرة، والجمع السالم مؤنثة ومذكرة، وجمع الجمع، واسم الجنس، واسم الجمع. ويتبعهما مبحثان في الظواهر الصرفية الموجودة في التفسير وهما النسب والتصغير.

ووضعت لكل فصل توطئة بأبنيته التي جاءت عند اللغويين، وأعقبت هذه الفصول خاتمة بأهم النتائج التي وقف عليها البحث، جاء بعدها سرد بمصادر البحث، وملخص باللغة الانكليزية. (1)

(نتائج البحث) (2)

قالت الباحثة في خاتمة الدراسة ونتائجها :"الحمدُ لله الذي كتب لهذه الموسوعة الدينية الكبيرة أن تبصر الحياة وتكون مناراً ساطعاً لكل من يقع بصره عليها لتكون بين يديه، ينهل من عطائها الوفير، وينعها الصافي الذي لا ينضب، هو (القرآن الكريم)، وأحمده جل ثناؤه، على أنني وضعت (روح المعاني) بأجزائه الثلاثين بين يديَّ لكي أجمع منها مادة علمية متواضعة، بين أيدي أساتذتي الافاضل علماء اللغة العربية، وبين أيدي كل من يريد ان يخدم القرآن الكريم، ويتعرف على كنوزه، أسأل الله القدير أن أكسب من عملي هذا ما يرضي الله تعالى، وأن يكون عند حسن ظن الاساتذة الكرام.

أما النتائج التي كشفت عنها الدراسة فقد ذكرتها الباحثة على النحو التالي :ـ

(1) تفسير الألوسي (روح المعاني) كتاب موسوعي، نستطيع أن نقول فيه: انه مكتبة في كتاب، فقد حاول مصنفه أن يجمع خلاصة التراث الاسلامي في جميع نواحيه، إذ يجد فيه كل طالب معرفة بغيته، وهو ملتقى كتب التفسير قبله وخلاصها.

(2) وردت صيغة (فِعِل) دالة على الاسم في لفظ واحد هو (الإِبِل) ولم ترد صفة.

(3) ذكر الألوسي أن (سوى) تقرأ بالضم والكسر هذا مع اختلاف الدلالة ، إذ أن ( سُوى) يراد بها الاسم ، في حين أن (سِوى) يستثنى بها .

(4) عدّ الألوسي (السَبْت) اسماً وهو بذلك يخالف الزمخشري الذي عُدّهُ مصدراً.

(5) أن الألوسي غالباً إذا ما تحدث عن مصادر الأفعال المزيدة فأنه يردها الى الثلاثي، وليس إلى فعلها المزيد القياسي.

(6) عدّ الألوسي صيغتي (مِفْعَال) و(فِعَال) تدلان على اسمي الزمان والمكان في (روح المعاني) وهو بذلك يوافق الزمخشري.

(7) لم يخرج الألوسي عما قاله الصرفيون الذين سبقوه في حديثهم عن التغيرات التي تطرأ على أبنية الافعال، وما ذكروه فيها سواء أكانت تلك التغيرات اشتقاقية أم اسنادية أم إعرابية.

(8) يمكن عَدّ تفسير الألوسي مصدراً من المصادر التي عنيت بالكشف عن أصول كثير من مفردات الفاظ القرآن الكريم، فلم يكن الألوسي يكتفي في كثير من الأحيان ببيان دلالات الالفاظ اللغوية ومعانيها كغيره من المفسرين وإنما كان ينبه في أحايين كثيرة على أصولها اللغوية التي تطورت عنها، واشتقت منها.

(9) ولاستقلالية فكره اللغوية ، جعلته يأخذ بآراء لغوية من المدرستين ولا يهمه شهرة هذا المذهب أو ذاك ايضاً، لذلك رأيته بأن اتباع المذهب البصري ليس بفرض، وإن سيبويه ليس بنبي حتى لا يمكن مخالفته، ومع كل هذا فإن ما اخذ به من المسائل اللغوية ، جاء موافقاً في أغلبه لمذهب البصريين.

(10) اعتد الألوسي بالسماع كثيراً، ورفض ما ورد السماع بخلافه، ولم يتوسع في دائرة القياس، لذلك كان إذا تعارض السماع والقياس يرجح ما جاء به السماع.

(11) يرى الألوسي أنّ (الدنيا) و(العليا) كان ينبغي أن تجيء على الأصل (الدُنْوي) و(العُلْوي) إلا أنَّ الواو قلبت لامها ياء وأبقيت على أصلها في (القصْوى).

(12) ذكر الألوسي أن (الأَقَاويل) جمع (أَقْوُولة) (أَفْعُولة) من (القول).

(13) لا يخرج الألوسي عن علماء الصرف السابقين له في صيغ جموع التكسير، وهي عنده منوطة بالسماع.

(14) كان الألوسي يذكر الكلمة وبناءها الصرفي، بعد أن يشرح معناها في الآية الكريمة، ويذكر أحياناً آراء المفسرين واللغويين فيها، يوافقهم، أو يرد عليهم، ويذكر نوع الكلمة وأصل اشتقاقها ووزنها.


(1) ،ص1-3
(2) ،ص421-423

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى