مصطفى القرنة - في رحلة الملح الاخيرة

هنا
في رحلة الملح الاخيرة
البحر أيضا لم يقل شيئا
أدار ظهره للريح
ولم تتراقص الامواج
في غسق جنوني
كما في الموجة الأولى
والغزلان
ايضا لم تهرب
كعادتها
ولم يأت
الرعاة هناك بليلهم
يخطفون الوادي من الجان
حتما
سيطل فوق رؤوسهم
وحش يعود من الخرافة
ربما للوهلة الأولى
هنا
تتداخل الازمان
حين يقترب الهلال من البحيرة
واعدا بنذير صمت قاتل
هل ستغادر
كتلة صخرية
عرشها في المساء
ام يثور الماء
ويهرب الوادي بعيدا
وتحتجز السهول
رهينة
وتخرج الارض ما في بطنها
من كائنات
هنا
وعلى اليمين ستنتظر المدينة
رحلة برية اخرى
وعلى اليسار
ثمة
ما يضيء بعتمة الوادي ويمشي
وربما سيكون ليلا سرمديا ماحلا
يبقي عليك من التذكر
رحلة الاسلاف
ورؤية ما تريد من الحكاية والرواية
هنا
ستثرثر الاشياء
مع المساء
هنا
سترى نبوخذ نصر أو تحاول أن تراه يعود
بسيفه
ويشير في يده عصاه
ويستمر على طريقته
وترى ملوك الفرس حين يغادرون
هنا
سيكون كنعان الصغير ملوحا
يسلي نفسه برمي حجارة في النهر
هنا
سيحترق الغزاة
لانهم
لم يعرفوا
ولن يعرفوا طريق الزعتر
البري
حين وارى نفسه خلف الصدوع
ولا حديث حبيبة لحبيبها
هنا
سيحل موت
ثم نرجع للحياة




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى