محمد عباس محمد عرابي - شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة)للباحث لؤي الشمري - عرض

شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة)للباحث لؤي الشمري
رسالة تقدم بها الباحث /لؤي سلمان راضي الشمري الى مجلس كلية الآداب في الجامعة المستنصرية ،وهي جزء من متطلبات نيل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها، بإشراف الأستاذ المساعد / الدكتور زكي ذاكر الفجر رجب / 1426هـ آب /2005م
وفيما عرض لهذه الدراسة من ذكر نص مقدمتها ومكوناتها ونتائجها كما ذكرها الباحث /لؤي سلمان راضي الشمري في هذه الدراسة.
مقدمة الدراسة:
يقول الباحث /لؤي سلمان راضي الشمري في مقدمة دراسته "شكل الأعراب الرواة ظاهرة أدبية ولغوية واجتماعية متميزة ، كان قد لفت انتباهي إليها أستاذي المشرف الدكتور زكي ذاكر الفجر ( رحمه الله) وذلك في السنة التحضيرية، وهو يتحدث عن دور الأعراب في رواية الشعر العربي ، إذ أشار الى وجود أشعار متناثرة في بطون الكتب لأولئك الأعراب ، وهي جديرة بالجمع والدراسة ، فدونت الفكرة إلى جانب أفكار أخرى حرصت على توثيق عناوينها لتكون خيارات لموضوع البحث في السنة الثانية يمكنني انتقاء الأفضل منها، فانشغلت بعد انقضاء أيام السنة التحضيرية لعدة أسابيع في متابعة خيوط موضوع اقترحه علي الأستاذ المحقق هلال ناجي وهو تحقيق المقامات المسيحية لابن ماري إلا أن ما حال بيني وبين هذا الموضوع من صعوبات ، جعلني انصرف عنه إلى المفاضلة بين موضوعات أخرى رأيت أقربها إلى نفسي ، وأكثرها انسجاماً وميولي شعر الأعراب الرواة ، فراجعت أستاذي المشرف مستوضحاً فكرة الموضوع وأبعادها ، فوجدت لديه تصوراً كاملاً وفكرة ناضجة عزز شرحها لي بخطة مفصلة للبحث في الموضوع مشفوعة بقائمة مصادر قديمة ودراسات حديثة ثم زاد على ذلك أن أحضر لي بعضها في اليوم التالي فكان من بين ما زودني به كتاب الأعرابيات لخليل مردم وكتاب الأعراب الرواة لعبد الحميد الشلقاني ، وهما دراستان فريدتان عن أعراب البادية الفصحاء بوصفهم رواة للغة ناقلين للأدب ، واذا كان مؤلف الأعرابيات قد ختم كتابه بمختارات من شعر الأعراب المجهولين لا ضابط لها غير ذوقه ، فان ما ختم به الشلقاني كتابه لم يكن غير بعض أحاديث الأعراب ، فشرعت بعد أن استقر الرأي وعقدت النية على هذا الموضوع بالبحث فيه على وفق الخطة المقترحة . (1)
مكونات الدراسة :
تكونت الدراسة من مقدمة وتمهيد وأربعة فصول ،وخاتمة وملحق للدواوين
التمهيد : تناول الباحث فيه إيضاح مصطلحي الأعراب والرواية ، ثم تطرق إلى ظروف الرواية عن الأعراب وتطور شخصياتهم ، موضحاً مكانتهم وتباين أحوالهم .
الفصل الأول
تضمن الفصل الأول تعريفاً بشخصيات الأعراب الرواة الذين جمع الباحث فيه ما حملته المصادر من شعرهم وهو تعريف متفاوت – نظراً لتباين الاهتمام بأخبارهم في المصادر التي لم تسعفنا غالباً إلا بالقليل – ضمناه ما يؤكد كونهم من الأعراب الرواة على تعبير الباحث.
الفصل الثاني:
كان الفصل الثاني دراسة موضوعات شعرهم بحسب أهميتها لديهم وحضورها في نتاج أكثرهم معتمداً تحليل النماذج التي تكشف عن أبعاد كل موضوع وتوضح صورته في شعرهم .
الفصل الثالث:
نهض الفصل الثالث بدراسة فنية لخصائص شعرهم من خلال أربعة محاور هي الهيكل الفني ثم اللغة والأسلوب فالصورة الفنية فالبينة الإيقاعية لشعرهم .
الفصل الرابع:
تضمن الفصل الرابع ديوان شعر الأعراب الرواة وقد بين الباحث في أوله منهجه في التحقيق ثم أورد شعر ثمانية وعشرين شاعراً من الأعراب الرواة ، يلي ذلك ملحقاً للديوان جعله الباحث للمستدرك على المجموع من شعرهم الذي سبق الباحث إلى جمعه آخرون ثم كان آخر المطاف خاتمة البحث وأشار الباحث فيها إلى خلاصة البحث ونتائجه . (2)
معايير جمع شعر الأعراب
يشير الباحث إلى المعايير التي حكمها في جمع شعر هذه الفئة من الأعراب وهي التثبت من كون المجموع له أعرابيا عرف بهذه الصفة وإن لحقتها صفات أخرى، وهو شرط خرج به من البحث المتشبهين بالأعراب والفصحاء الذين سمع منهم العلماء ولم يكونوا أعرابا ، والمعيار الآخر هو الرواية الأدبية أو اللغوية سواء أشارت المصادر إلى العلماء الذين أخذوا عن ذلك الأعرابي أم اكتفت بإيراد المرويات التي أسندها العلماء إليه فاستبعد الباحث بهذا الشرط من البحث أعراباً لم يجد ما يشير إلى تعاطيهم الرواية ، ثم كان الشرط الآخر هو عثور الباحث على شعر للأعرابي الراوية وإن بلغ ذلك من القلة البيت الواحد ، يضاف إلى ما تقدم عدم تداخل شخصية ذلك الأعرابي مع شخصية أخرى وذلك لما وجده الباحث أحياناً من تشابه بين البعض في الألقاب والكنى يحول دون التثبت من نسبة ما يسند لهم في المصادر(3)
الحدود الزمنية للدراسة :
أما عن الحدود الزمنية للدراسة فيمكن القول على نحو التقريب إنها القرنين الثاني والثالث للهجرة بموازاة عصر الأخذ عن الأعراب وان تفاوتت آراء العلماء في تحديد نهايته(4)
نتائج الدراسة :
بعد أن فرغ الباحث بحمد الله من شعر الاعراب الرواة جمعاً وتحقيقاً ودراسة وتحقيقاً ذكر ما توصلت إليه الدراسة من نتائج وهي بنصها كما ذكرها الباحث :
1- إن البضاعة اللغوية والأدبية الثمينة التي كان يحملها الأعراب الرواة قد رتبت لهم منزلة وجعلتهم موضع احترام وتكريم أنى حلوا ، فقصدهم العلماء في البادية ، كما أخذ عن الكثير منهم في الحواضر التي شكلت بيئة جذبهم إليها الكسب غالباً مع تفاوت في شكل علاقتهم بها ، فبينما استقر البعض فيها وانغمس في واقعها، اكتفى آخرون بالتردد عليها من حين إلى أخر فيما استقر البعض منهم عند أطرافها على حدود الصحراء .
2- ثبت للدراسة أن الأعراب الفصحاء الذين لم يعرفوا غالباً إلا بكونهم رواة في ميدان اللغة والآداب قد كان لهم إلى جانب ذلك نصيب متفاوت في تعليم الناشئة وتصنيف الكتب وقرض الشعر .
3- ثبت للدراسة أن التكسب قد شكل دافعاً مهما من دوافع قول الشعر لدى أكثر الاعراب الرواة.
4- كشفت الدراسة عن تفاوت واضح بين الأعراب الرواة في تعاطيهم قول الشعر فهم بين مقل لم يتعذر عليه قول اليسير من الرجز أو نظم الأبيات القليلة من الشعر بين يدي حاجة عرض الباحث له وحمله على القول ، وبين مكثر متمكن من النظم يطيل القول فيه . وقد أشارت المصادر إلى وجود دواوين لبعضهم .
5- نظم الأعراب الرواة في أكثر الموضوعات التقليدية يتقدمها المديح والوصف كما نظموا في الموضوعات المستحدثة في الشعر وهي الحنين إلى الوطن والشعر اللغوي فجاءت طبيعة موضوعاتهم تجسيداً للواقع وتعبيراً عن الظروف التي أحاطت بهم .
6- استوحي الأعراب الرواة في شعرهم ثقافة البادية بقيمها وتقاليدها وصورها فعكسوا انشدادهم إلى بيئة الصحراء وإلى كل ما ألفوا فيها ، وقد أمتزج ذلك في شعرهم غالباً بميل واضح الى التقليد والمحافظة وهو ما نتلمس جانباً منه في مضامين موضوعاتهم وما عكسته من صور وما عبرت عنه من قيم وأفكار ومعان . بينما لا تكاد نتبين في شعرهم أثر البيئة الجديدة إلا على نحو محدود في شعر البعض منهم.
7- ظهر للدراسة تنوع أشكال البناء الفني التي اعتمدها الأعراب الرواة ، فكانت للنماذج التقليدية هيمنتها على أشكال البناء لدى بعضهم ، بينما نجد بينهم من يدعو الى التجديد ويأخذ به ، فيما كانت المقطوعة أكثر أنماط البناء حضوراً في شعرهم . .
8- حرص الأعراب الرواة على فصاحة ألسنتهم فلم ينساقوا وراء التساهل في استخدام اللفظ الأعجمي فكانت لغة أكثرهم لغة البادية التي اعتادوا ألفاظها وقد هذبها البعض من الغريب واسترسل آخرون على سجيتهم فيها فكثر في شعرهم الغريب ، الذي قصد إليه البعض منهم متعمداً إيراده .
9- يتميز شعر الأعراب الرواة بقيمة لغوية عكسها ما تناقلته كتب اللغة التي جاءت في مقدمة مصادر شعرهم ، بل والمصدر الوحيد لبعض نماذجه أحياناً .
10- لم تخرج أساليب الصياغة في شعر الاعراب الرواة عن فلك التقليد ومحاكاة القدماء والاقتداء بهم إلا في أحيان قليلة .
11- عكست أغلب صور الأعراب الرواة خيالاً محدوداً وانشداداً واضحاً إلى بيئة الصحراء التي شكلت مظاهر الطبيعة المحسوسة فيها المصدر الرئيس لصورهم .
12- غلب على شعر الأعراب الرواة استخدام البحور الطويلة الفخمة إلى جانب الرجز بتشكيلاته المختلفة، واختيار حروف الروي الشائعة في القوافي وكثرة تكرارهم الحروف و الألفاظ التي أغنت الجانب الموسيقي في شعرهم
13- بلغ ما جمعته في هذا البحث أكثر من أربعمائة بيت لثمانية و عشرين شاعراً من الاعراب الرواة ، فضلاً عما استدركناه على شعر خمسة من الأعراب الرواة تصدى قبلنا لجمع شعرهم بعض الباحثين . (5)
المراجع :
لؤي سلمان راضي الشمري ، شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة) ،كلية الآداب، الجامعة المستنصرية ،رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، رجب / 1426هـ آب /2005م




(1)لؤي سلمان راضي الشمري ، شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة) ،كلية الآداب، الجامعة المستنصرية ،رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، رجب / 1426هـ آب /2005م، ص (أ)
(2)لؤي سلمان راضي الشمري ، شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة) ،كلية الآداب، الجامعة المستنصرية ،رسالة ماجستير في اللغة العربية وآدابها، رجب / 1426هـ آب /2005م، ص (ب)
(3) نفسه
(4) نفسه
(5)لؤي سلمان راضي الشمري ، شعر الأعراب الرواة (جمع وتحقيق ودراسة) ، ص 181-182

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى