طالب عمران المعموري - التشكيل الشعري في "ما أقوله للنحات" قراءة انطباعية تحليلية شعر انمار مردان

[SIZE=22px]وانا اتأمل (ما أقوله للنحات) شعر أنمار مردان أقف عند مناصاته الخارجيه.. "غلاف" يعلوه المجسم النحتي اللوحة ،التجريد ،والرمز ذات مقصد دلالي موحيا الى التشكيل الشعري الموافق مع المناص الثاني" العنوان" وهو العتبة الاولى (ما اقوله للنحات) كموجه قرائي ولعل دلالة العنوان تبقى مؤجلة لحين الولوج الى عوالم النصوص الشعرية ، مخطوطا يعلو فوق لوحة منحوتة ذات بعد تداخلي (الرمز بالأسطورة) متأملا عبرها ما تخلفه من عوالم متخيلة، فهذا بحد ذاته تكمن شعرية الشاعر هنا في المتخيل المختبئ سببا ليدفع المتلقي (القارئ) فك شفراته السيميائية المتوارية خلف دوالّها وكشف رموزها.[/SIZE]
"الاهداء" وهو من المناصات الخارجية الاخرى الى أخ الشاعر "الى أخي عادل رحمه الله" وهو أحد الشخصيات الشعرية" التي ترتبط الذات الشاعرة معها عاطفيا وانسانيا ، يتجلى في قصيدته بعنوان "29/12/2004 الى /اخي عادل" بشكل مباشر اوفي قصائده الاخرى بشكل غير مباشر حيث يتوجه الشاعر بكاميرته الشعرية الى تصوير المكان المرتبط بالشخصية الشعرية وبشكل درامي، الشخصية التي استأثرت كليا باهتمام الشاعر والتي تكاد تكون محورية ومركزية في فضاء تلك القصيدة
أقرأ
هكذا انت أبيض
تلتصق كل العصافير على جرفيك
تثقب النهر لتشوه شهوة الغرق
تزرع أحاديث المارة على مرفأ شاحب
وتعود مغامرا
تقف نداً للقبر
يسرد تفاصيل المشهد الشعري حكاية شخصية القصيدة ذاكرة الرحيل والتي خلفت الحزن والالم بفقده اخيه ،
لماذا لم تقل لي
إن جثمانك حياة قادمة
ولعب أطفالٍ لا يقرؤون طعم المرايا
كنت حينها رسمت وجعك منارة
وروجت لبضاعة الله في خلقه...
"التشكيل الشعري" في قصائد انمار مردان
مصطلح التشكيل المستعار من فن الرسم وتشغيله في فنون الكلام المتعدد الاجناس
اتسمت مجموعته الشعرية بتنوع عتباتها العنوانية بالصفاء الاسلوبي والتعبيري والتصويري ومناخها الشعري الحزبن والشعور بالوحشة والكأبة والعزلة يكاد يهبمن على تجربة الشاعر ا ( التي تعطي انطباعا للمتلقي (القارئ) بان الشاعر يمتلك الصنعة الشعرية والتي جاءت حصيلة الثقافة وهي الممول الرئيس ورافد مركزي من روافد التجربة الادبية والشعرية بشكل خاص اضافة الى الممارسة والرؤيا وغيرها ما يتصل بالشعر كذلك تجربة الحياة واختصاصه في فن المعمار وعلاقته بالفنون التشكيلية كالرسم والنحت استلهم من تجربة الحياة جعل من نصوصه الشعرية تنبض بالحياة والتوهج والتوتر، تتمظهر التجربة في اعلى درجاتها نراه جليا في قصيدته ،(ما أقوله للنحات)
يمتلك الشاعر حساسية مرهفة في انتقاء الحرف والمفردة يكون صورهُ الشعرية بطريقة معبرة بالفاعلية التشكيلية لرسم الصورة المأساوية يتجلى في قصيدته "لوحتي وما نفد منها" الى /الفنان التشكيلي حيدر علوان عل نحو مكثف ضمن رؤية تشكيلية عالية التمظهر
كنت معنونا جداً
أكثر من الضباب
حين رسمتني
حين رسمتني أبعد من الشبهات
فصفقت بظلي
لا تخف فأنا لن أتسخ بعد الان
ولن أتسخ من هذه الالوان المتشاجرة مع حقيبتي
الصور والمواقف الشعرية التي يشتغل عليها في أدواته الشعرية الظاهرة (الحزن ، الموت ، الخوف ،السواد ) التي تخلق صورة تشكيلية في صوغ الامكنة ورسمها شعريا و ذات طابع درامي .
الرؤيا الذي انجزها الشاعر بطريقة ابداعية يحكمه الاحساس العالي والبناء اللغوي للنص الشعري ،المنولوج الداخلي في أعماق روح شخصية الشاعر من خلال حواره مع ذاته وما تمليه عليه رؤيته وفضاؤه التخيلي على نحو يتناسب مع فلسفته الشعرية في مجموعته وما تفرزه من معطيات
بالتوفيق والسداد للشاعر انمار مردان




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى