حيدر غراس - سارق القبل..

تربّتُ على كتفي الحياة
أُباغتُها...
وأرتكبُ المزيد من الأخطاء
في محطات العمر المعتمة ..وحيداً امشي
ليس هناك ما يدعوني لمعانقةِ رأس شاعرة...
أو على الأقل رأسي
في أحسنِ الأحوال رأس شمعة ...
وفي أوجها ربما رأس عود ثقاب...
فوق عظامي...تنمو غابات كثيرة من الأشجار
لذا أثأرُ من الدروبِ بشيلة أمي وخواتم أبي...
ما كنتُ أملكُ علبة ألوانٍ كي اشخبط على جدار السماء
بما يشبهُ لون شيبتي...
كلُّ ما ملكتُه طينٌ حري لاعبتهُ حيناً وحين لحظةِ تكوين شاركني الحوار ...
أحببتُ مرّةً امرأة طويلة
طويلٌ شَعُرها ....
أمي تكره هذا ..تقول ( لستَ صبوراً بما يكفي )
أمي تكرهُ طول الإنتظار.
لا خمرة في الرأس تلعب لعبتها، أترنح، ساق تخلف أخرى، لا سباق يذكر في ليل(البارات)
أتدلى عثق (زهدي) يتوسد أحلام (الطواشات)
هوس دون الرحمة يتوالى، مغلقة دكاكين البوح بعد الواحدة،
لا أحد يسأل عن (أحد) مات..!
صفق للمنصة، حين تقرأ على الحزن
آية الجرح..!
صفق لجرحك إذا شحّت في ليلك أكفّ التصفيق،
أبصق في وجهي إن صح، هناك صديق..!
احدهم يتمنطق علي بأثر للفراشة، وكيف وصفها أحدهم بلغته..
كنت أحدثه وأنا أمسح رجيع الذبابة من على غلاف كتاب يعلو اسمه..!
لايشغلني كثيراً الارتفاع الباهظ للأسعار، كوني أعاني من الانخفاض الباهظ في ضغطي،
بين الارتفاع والانخفاض حلقة مفقودة
بحثت عنها لعلها كانت طوقاً في عنقي..!
أغمض عين الذكرى ،
تفلتُ يدي
تستهدي طريقها الى حيث لاأدري..
تقودني، نجلسُ على مصطبة اليوم المنسي،
نتبادل حوار الصمت، عناق الهواء
حيث لا كفك لا كفي.
رائحة الخشب المبتل تذكرني برائحة
التخت الخشبي
،بسبورة الدرس
حيث كوخ الصف المضفور بجدائل البردي،
ماهذا الصوت يا ترى؟
لم يكن هناك جرس يقرع،لا حارسا يقف عند الباب
لا صوت سوى صوت البردي
لم نجع حينها كثيراً،
جيوبنا نملؤها بتمر (الزهدي) ..!!
مرة هربتُ من حقل الحلقوم، ركضت خلفي الشرطة، تعثرتُ، سقطت في حقل النوتيلا..
كسرت ساقي اليمنى،شج رأسي
في خبر عاجل قرأت:
تم القبض على سارق القبل..!
بمشهد آخر..
ليس هناك حقول للحلقوم،
تقاعد ضباط الشرطة..
النوتيلا محرمة بفتوى شيخ الحانة..
مازلت حرّاً غير طليق
لم تُكسر ساقي اليسرى
أقرأ شريط الأخبار على عجل..!
ليس بالضرورة أن تكوني شاعرة كبيرة
يكفيك يوماً كنتِ في كراريسي،
آسف (غراسيسي)..!
.
. حيدر غراس

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى