حيدر غراس - تلك الوجوه..

١
تلك الوجوه المستديرة، التي خلقها الرب كاستدارة قرص الشّمس،
تتثلث بزوايا حادة كلما لامسها قرح الحيف ،
تستطيل بحر الصيف ،
تتربع بانكماشات البرد وثقب الجيوب
ألانكى من ذلك تتكعب بجيوب أنفية
لا ذاكرة للملح هكذا يقول النهر..!
ياترى أين أضع فرجار دائرتي..؟
تحيطني أربع جهات الماء، القلب جزيرة مهجورة..!
لا أملك عموداً أسبوعياً في صحيفة الشّارع، مع ذلك تعرفني كل أعمدة الشوارع
لست بارعاً في كتابة النّصوص، مع ذلك يلعبُ البعض معي لعبة اللصوص،
مرّات ألجأ للتقية لأعلن وجودي
(سارتر) يرتدي عمامة في بعض الأوقات..!
ما عدت أحرس الظل، أطلّ بوجه أكله الخجل و صفحاته مدوّنة ، على أكتافي
أقف لعلّي اصل الجرف،
تتآكل حواف وجهتي، جسر (التنومة) يشهد
ألعابنا القديمة ماعادت تجدي، العساكر بثياب اللصوص، اللصوص بثياب العساكر،
الوطن مليشيات ملونة
الحياة ليست جميلة بما يكفي، مؤمن تشاركوني الرأي، و إلا لم نبحث عن الورد في حدائق الجيران..!؟
أجمع أعوامي في روزنامة واحدة،
لتكوني أخر الأيام..!
...................٢
لا أنكر...
أفرطتُ في شربكِ
أسرفتُ حد التّرنح بقيت وحدي أتخبط اخيط الشوارع ، أتبول عند أقرب حاوية لنفايات الوقت، تتقافز بوجهي جرذان الليالي الهزيلة المصابة بجربّ الماء،
أحدث الجدران الباردة، أتسول وجوه العابرين بدربة عجوز وحرفية عراف أعور ،
أتوسل هذا الحضور بألف عظم هدهد
و حفنة احجار الهبهاب،
لعل يبزع وجهك كقمر و لو كان في ليلة كسوف..
لا أنكر..
أكلتك بطريقة المندي اليمني و
بكفين تفلس لحمي لجوع دام لخمسين عجاف،
كعادتها معولة ليالي الصراخ، تبكي اليم عجيزتها ، تخفيها بأكف الرياح
تكنس غبار الطلعِ بمهش الندوب العابرة لتصطاد الذباب،
أرقبكِ عن بعد
لا... لا.. عن قرب و أقرمز خدي بضحكات من قُبل وخجل ابناء الجنوب..
انا الموسوم بملح الماء المسوس ببهرجة القصائد، و دمع بلا بكاء
انى لي هذا التصبر و لا تفاح في القطاف..؟
.
.. حيدر غراس/ العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى