حيدر غراس - لتكوني امرأة واقعية

لتكوني امرأة واقعية
عليّ أن أتخيّلكِ
لتكوني امرأة خيالية
عليّ أن أتوقعكِ
لا ينقصني الواقع
ما ينقصني فلسفةَ الخيال
أتحسّسُ قضبان ذاكرتي الباردة
في مكان منها
عصافير محليّة الصنعِ تتقرفصُ
أفتحُ لها الباب
لها جناحيّ عصفورة ، لا تطير
مرة جربت المشي للدّاخل
أخرجوني حافياً
لأجرّب المشي للخارج
لعلِّي أعود محمولاً بحطام قارب
هل جرّبت الحزن على رجلٍ بداخلك
كسرَ ساقهُ
دخّنَ أصابعهُ
ثقبَ جيوبهُ
إيّاك أن تبادرهُ بصباحِ الخير
لك أن تتّكىء على أضلاعك ، شريطة ألّا ينقصها ذاك الأعوج..
كيف سينقضي النهار ، حين يبدأ بسبع عشرة مكالمة فائتة ، علبة سجائر فارغة و شريط (بارادول) ؟
الليل موت مؤجل
في مشفى الأورام تتساوى الأيام ،
فارقٌ بسيط ، شهادةُ وفاة
من المرارة (صباح الخير) ، أعدّها من الذّنوب الكبائر
أبحث عن متبرّعٍ لمصل الدم ،
تافه يبحث عن أخطاءٍ في النّص،
اللغة مصل لا يُستحصل...!
.
. غراس..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى