هدى الأوجلي - كيف يا أمي..

كيف يا أمي
هكذا مع الأيام ..
تسربت السعادة التي كنتِ تجدلينها
لي مع ضفائر شعري!
أين ضاعت الإبرة ..
وكيف ينتظرون من بكرةِ السلك وحدها
أن تُحيك أمتارًا تمزقت من قلبي!
أرى هذه الروح فقدت من كان
يسكنها من طُهاة ..
ما عادت شهيّة تسع الجميع كالعشاء الذي
كنتِ تعدّينه لنا طوال ليالِ الشتاء الباردة ..
يا أمي ..
لأنكِ علمتنا كيف نخفف عن الحزانى
شاركتُ الشتاء كل أحزانه حتى رماني بها ..
كان ماكرًا
رماني بكلِّ بردهِ!
ووضع بداخلِ قلبي مسْكن السلامِ الآمن
أحبائهُ الغادرين ..
أحببتهم ..
احتويتهم ..
زمّلتهم من بردهِ ..
تركوني ..
وها أنا ببردتي!
كل المراهم تعلن استسلامها ..
وكل الأعشاب ماعادت تجدي نفعًا ..
هذه المرة سُعالي يحضن الفؤاد!
و الصداع تصدّع بداخلي ..
والبحّة تخرج من روحي، فتمنعها من الكلام!
مرآتي قالت:
ما عُدتَ جميلًا ..
كم مرةً مرّ الجمال أمامك من جديدٍ قبّحته!
أليس من كان جميلًا يرى الوجود جميل؟
ما عُدت قويًّا ..
كم مرةً مرّ السلام يصافح قلبك فأمسكت
قلبك وسلّحته!
ونسيت أن سرّ القوة لا في الحروبِ
بل في الحكمة ..
والحكمةُ كيف تداري الحرب وتدري
عنها ..
بها ..
ومنها ..
لا بالقليل!
قالت :
قل لأمك أن جنينها ما عاد بشرًا ..
قد بات شيئًا سيئًا ..
فنان تمثيل ..
أستاذ تحليل ..
قد بات سطحي ..
ماعاد يعرف لبّ شيءٍ
تكلّل بالسذجِ تكليل ..
ما أنت ذاك ..
صاحب أجود ترتيل ..
لا الصوت صوتك
نغمة الليل الطويل ..
لا الشخص شخصك
ذاك ذو الرأي الجليل ..
هذا أنا يا أمي ..
أوافق مرآتي ..
ساعديني ..
أنقذيني ..
قد عُدت شخصًا سيءً، هيّا احضنيني !!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى