عبدالله البقالي - سيدي امحمد البهلول وحكاية الصليب

سيدي امحمد البهلول هو اسم الولي الصالح الذي يتربع على ربوة السلط في غفساي. اذ في اسفل حافته يوجد مخفر الدرك. و غير بعيد عنه توجد القيادة و المحكمة. لكن و لسبب ما فهو لم يتمتع بالصيت الذي كان لأولياء بالمنطقة مثل سيدي امحمد بلحسن في ورزاغ او مولاي بوشتى الخمار في القرية التي سميت باسمه "مولاي بوشتى". ربما لان قبيلة بني زروال عرف عنها ان عدد الاولياء بها هو الاقل عددا مقارنة بما يوجد في القبائل المحيطة بها.
على اي حال سيدي امحمد بلحسن ارتبط بالطرائف اكثر مما ارتبط بالقداسة. فعلى سبيل المثال مر السيد" كيو" ذات يوم بالقرب من بوابة الضريح. و لاحت له فكرة أن يلقي نظرة على الداخل. دفع الباب بعصاه و صار يتأمل. راعه ما رأى. فهناك قنينات الخمر ملقاة في كل جانب. و اعقاب السجائر منثورة في كل مكان، و ايضا بقايا حمالات و ملابس داخلية لنساء يبدو انهن افترسن هناك. و لم يملك امام ما رأته عيناه سوى ان يقتحم الضريح و يتجه الى القبر و يشرع بالضرب بعصاه فوق الراس وهو يصرخ:
- السي امحمد البهلول. آش هاد الرقدة؟ فاين التفالس ديالك؟ ايلا احفات لك الحربة ارى انطلعا للمعلم احمد الحداد؟ و بزاف على هاد الشي.
لم تكن هذه نهاية الحكايات. بل يحكى انه في عهد أول رئيس دائرة بغفساي " آيت بومى" الذي يحكى عنه انه كان من بين مهامه بناء جهاز استخباراتي، تناهى إليه أنه يوجد تحت قبر سيدي امحمد البهلول كنز. و من أجل الحفر في المكان بعيدا عن اي رد فعل من قبل الناس، أشيع ان الضريح يتطلب ترميما بسبب تقادم البناء. و أوكل لأحد المقاولين المحليين بإنجاز الاصلاح.
بعد عدة أعمال تمويهية مست الجدران و السطح، تبين ان القبر يجب تغيير مكانه من خلال نقل الرفاة الى جانب اخر غير المكان الذي يوجد فيه. و تمت العملية، لكن دون ان يكون تحت القبر اي شئ. غير أن المفاجأة التي صدمت الجميع، كانت السلسلة التي كانت بعنق سيدي امحمد البهلول و التي كان يتدلى في اسفلها صليبا.


سيدي امحمد البهلول.jpg



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى