عبدالله فراجي - فِي وَأْدِ الرُّؤَى

قفْ فى ديارِ الظاعنينَ ونادِها
...................... "يا دارُ ما صَنَعتْ بِكِ الأيامُ "
يا دارُ أين زمانُ رَبْعك مُونِقٌ
.................... وشِعَارُكِ الإجلالُ والإِكرامُ
يا دارُ مذ أفَلَتْ نُجومُك عَمَّنا
...................... واللهِ من بعدِ الضياءِ ظَلاَمُ
شمس الدين محمود الكوفي
بعد خراب بغداد على يد التتار
***
اَلْقَهْرُ دَاجٍ وَالسُّكُونُ تَسَرْبَلا
........... أَرْخَى السُّدُولَ عَلَى الْعِرَاقِ وَأَلْيَلاَ
وَتَلَبَّدَتْ سُجُفُ الدَّمَارِ وَأَمْطَرَتْ
.............. جَامَ الصُّهَارَةِ وَالطَّرِيقُ تَوَحَّلا
وَخَصِيبُ أَرْضٍ قَدْ سَقَاهُ أَزِيزُهَا
................بِدَمِ الْخِيَانَةِ وَالْمَكَائِدِ حَنْظَلا
اَلدَّهْرُ قَدَّرَ لِلسَّفِيهِ وَجَاهَةً
.......... فَمَضَى عَلَى دَرَجِ الْمَرَارَةٍ وَالْقِلَى
فِي دِجْلَةِ الأحْلاَمِ عَرْبَدَ وَانْتَشَى
........ وَلَظَى الْجُنُونِ يُشِيبُ فِينَا الأَعْقَلا
هَذِي الْبِلَادُ مَدَى الزَّمَانِ سَلِيبَةٌ
........ وَالصُّبْحُ يَبْسِمُ لِلطُّغَاةِ وَمَا انْجَلَى
وَاللَّيْلُ عَاتٍ وَالْمَدَائِنُ خُرِّبَتْ
........ وَالظُّلْمُ أَهْوَجُ فِي الْدَّمَارِ وَمَا انْطَلَى
رَبَضَ الظَّلَامُ عَلَى الْبَرِيَّةِ كُلِّهَا
............. والذُّلُّ فِي سَغَبِ الْعِرَاقِ تَغَلْغَلَا
وَتَرَى الْبِلاَدَ كَأَنَّها جُبِلَتْ عَلَى
............... حُبِّ الخُنُوعِ مَعَ الْمَهَانَةِ مَعْقِلا
نَيْرُونُ فِي عَرَصَاتِهَا مُتَغَطْرِسٌ
.............. سَلَبَ الْمَدَائِنَ نُورَهَا وَتَبَجَّلا
وَتَكالَبَتْ زُمَرُ التَّتَارِ وَفَرَّخَتْ
............. وَطَنًا هَجِينًا بِالسَّلاسِلِ كُبِّلاَ
وَزَمَانَةُ الأَحْلاَمِ تَكْشِفُ سِرَّهَا
...... بُؤْسٌ وَقَهْرٌ فِي الْقِلَاعِ اسْتَفْحَلاَ
*****

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى