أ. د. عادل الأسطة - "أنا إنسان فذ" حول مرايا العرب والفلسطينيين واليهود في الأدبين العربي والعبري

آخر رواية قرأتها وكتبت عنها هي رواية القاص محمد علي طه «نوار العلت» ٢٠٢١، وآخر كتاب حصلت عليه هو كتاب «يهودي وخمس يهوديات: على عتبات النص الأولى، قراءة نقدية في أدب التطبيع» ٢٠٢١ للكاتب الفلسطيني مصطفى عبد الفتاح (ومن خلال دراسته عرفت أن صفا فرحات أصدرت في ٢٠١٦ كتابا عنوانه «صورة العربي في الأدب العبري وصورة اليهودي في الأدب الفلسطيني ١٨٨٠ - ١٩٨٠ ما يجب الحصول على الكتاب وقراءته)، وهذا الأسبوع ستصدر رسالة الدكتوراه لأمل أبو حنيش «صورة اليهودي وصورة العربي في نماذج من الرواية العربية في مطلع القرن الحادي والعشرين»، وقد أجيزت من الجامعة الأردنية في العام ٢٠١٦، وفي حزيران هذا سيعقد مؤتمر، أعد له الدكتور حسين المناصرة، حول صورة اليهود في الرواية العربية، وسيشارك فيه حوالى ١١٥ دارسا ودارسة، وستصدر الدراسات في كتاب قد تتصدره ورقة لي في الموضوع.
عدا ما سبق، فإن العديد من المجلات العربية أفردت ملفات لدراسة صورة اليهود في الأدب العربي، ومنها مجلة «الجديد» التي تصدر في لندن (العدد ٥٩ كانون الأول ٢٠١٩)، ومجلة «أفكار» الأردنية (عدد ٣٧٤ تموز ٢٠٢٠)، ونشرت في مجلة «رسالة المشرق» للدراسات دراسة للدكتور المصري محمد سيد أحمد متولي عنوانها «صورة اليهود في الرواية العربية المعاصرة: رؤية سردية مختلفة» (مجلد ٣٤، عدد ١و٢، ٢٠١٩) وفي هوامشها إشارات إلى الدراسات السابقة في الموضوع (رشاد عبدالله الشامي، عادل الأسطة، عادل فريجات، محمد جلاء إدريس، محمد سعيد فرح، نبيل سليمان، حسين أبو النجا وغيرهم)، وهناك بالتأكيد دراسات أخرى قيد الإنجاز.
هذا الالتفات إلى صورة اليهودي واليهود في الرواية العربية المعاصرة لا يوازيه اهتمام آخر بصورة الفلسطيني والفلسطينيين، ما دفعني إلى كتابة سلسلة من الدراسات والمقالات ستصدر في كتاب عنوانه «صورة الفلسطيني في الرواية العربية المعاصرة»، علما بأن قسما من الدراسات التي درس مؤلفوها فيها صورة اليهود أتت على صورة الفلسطيني والعربي، في الرواية العربية التي ظهر اليهود فيها، بل وفي الرواية العبرية المعاصرة. وصورة العربي والفلسطيني في الأدب الصهيوني والعبري شغلت الدارسين في القرن الماضي فصدرت العديد من الكتب والدراسات لـ(غسان كنفاني ومعين بسيسو وإبراهيم البحراوي وريزا دومب وغانم مزعل وأنطوان شلحت ووليد أبو بكر وجيلا رامرس راوخ وعمر عبد الغني غرة والألمانية اوتي بوهماير وآخرين عديدين).
هذا الاهتمام اللافت بالموضوع ذكرني بما كتبه إميل حبيبي في روايته «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل» ١٩٧٤تحت عنوان «سعيد يعلن أن حياته في إسرائيل كانت فضلة حمار».
ينظر سعيد المتشائل الذي كانت حياته في إسرائيل فضلة حمار، ينظر إلى نفسه على أنه إنسان فذ، والأنا في قوله «أنا إنسان فذ» لا تقتصر عليه فردا، وإنما تتسع لتشمل الآخرين «آخرون - هؤلاء أنا»، وكان سأل السؤال الآتي:
«علمني، بحياتك، الإنسان الفذ من يكون؟ أهو الذي يختلف عن الآخرين، أم هو الواحد من هؤلاء الآخرين؟».
وكل من قرأ «المتشائل «يعرف أن حبيبي لم يكتب عن شخصه منفصلا عن شعبه، وأن روايته كانت رواية تؤرخ لحياة شعب:
«آخرون - هؤلاء أنا. الصحف لا تسهو عني. فكيف تزعم أنك لم تسمع بي؟ إني إنسان فذ. فلا تستطيع صحيفة ذات اطلاع، وذات مصادر، وذات إعلانات، وذات ذوات، وذات قرون، أن تهملني. إن معشري يملؤون البيدر والدسكرة والمخمرة. أنا الآخرون. أنا فذ».
كانت الصحف والمجلات لا تسهو عن الفلسطيني وآخره اليهودي، وصارت الدراسات والأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه تتابعهما، علما بأن شخصية اليهودي في الآداب العالمية حظيت بدراسات كثيرة كتبت بلغات عديدة، فأنا، مثلا، أملك كتابا بالألمانية عنوانه

Juden und Judentum in der Literatur».
عدا أن لازمة اليهودي في معاجم الأدب مثل كتابي (Elisabeth Frenzel)
- Motive der Weltliteratur
و
- Stoffe der Weltliteratur.
وكذلك كتاب
(Horst S. und Ingrid Daemmrich):
«Themen und Motive in der Literatur»
قد كتبت عن لازمة اليهود في الأدب العالمي، كما كتبت (Frenzel) عن شخصيات يهودية تم توظيفها في الأدب مثل (استير).
المساحة محدودة والكتابة تطول.

أ. د. عادل الأسطة -
2021-05-02



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى