حميد العنبر الخويلدي - بوصلة الإشتياق.. نص حداثة للشاعر العراقي محمد العبيدي

* حين حب
إملأ محبرتكٓ بالأحلام
دعْ الوهم يزين الطريق
أحرق دفاتر المراهقة
لقد اصطفاك العشق والألم
خواطرك الصغيرة عبرت بوابة العاشقين
كبر القلم والورقة فولدت قصيدة
إختصرَ لكَ الكون نفسه بها
ستعاني لوثة النجوم
وتطاردك شظايا الأقمار
تحاول أن تسافر في عينيها
بحرها يتحدى بوصلة الإشتياق
ستائر النسيان تهطل من السماء
كأشرعة لزمن يبحر نحو الذكرى
جزر البوح يغطيها عبث الكلمات
وجه البحر الغاضب يقضم دفة السفر
لا مرشد لي إلا قلبي
أسماككِ الملونة تسحبني الى المدى
الصدى القادم من بعيد
يرسم لي أملاً من همس
حبيبتكٓ تقف في نهاية المدى
ستظل تسافر و يستمر نزيف الأشعار
ونهاية القصة غرق

محمد موفق العبيدي


*****


نص نقدي مقابل

( حتماً بعد الهجرة النصيّة،،،
رجعةٌ وحظوظ )

اي بزوغ هذا الذي دفع الفنان ، في ان يكشف عن ستارة ما ، او عن هتك حجاب ، ليشير باصبع محسوب ،لعل الجمال الفتّان هنا ، لعل الجهة واللحظة اصغيتا له ، المشهد نضج ، تلقّوه ، كونوا في المشاهدة ، فمتى النجاح التمام ، ولو حصل واستشعرته ، فقل انه بمستوى نسيانك نفسك والتراصف باللاادرية مع النص ، اي تتنازل عن مقدراتك وقدرات الانا في الاثناء وتتبع مخلوقات النص ،تكون من بعضها او تُفنى فيها فتصبح متمثّلاً
بالكلية او بنسب من الجزئي ولو ، وهنا الكلي
حاصل حركي يوحي بحضور الذات وفنائها ، ولكن ذات النتاج بالتاكيد هي
التي هيمنت بقدرة مركباتها على ذات المتلقي المبدع،
وهذا موقف فتون خفي او مستتر
يداهمك وانت بالدكة البدء في الدخول الاول على النتاج، النتاج عالم لوحده ، جغرافية ومجاهيل
عوالم منها مكتشف ولكن بريازات حسنه ورونقه لايعتق ولايبيد، يتجدد كل استعمال وتحديث ،،كل خلق وزج وخياضة اخرى للتصيّر ،
وكذلك عوالم بِكْر تبهر ، يأتي بها المبدع يستمكنها باللحظة ، وهذي انعطافة احداثيات عالية المد والتشوف ، وهو هناك ونقصد في مكان مكاشفة المبدع وعناصر خلق نصه ،
وهذا لو حصل واستطاع ان يملي السلة ، في خامات التندّر والتفرّد العجب ، لجاءنا بنتاج قلما ياتي بمثله ، وقلما نظيره ،
ومن هذي النقطة يتصاعد عنفوان وحيوية العمل ،
هو صيد وتخصص وقوة ومطاردة في العدمي حين دخولنا هناك ،،
كل الابداعات الفائقة دخل مبدعوها وبحيثيات القوي الذاتي واراداته ، نعم تمت الاحاطة بها ، وتجييرها
بالوقت لملكياتك اي لوجهة نظرك المقترحة ، الصورة الشعرية يقترحها شاعرها في لحظة نظر
ورؤيا نادرة، تفترض وتستمكن النصاب لابد ، نصاب الخلقة، والمرام المرجو ،
حين حب ،،،
املا محبرتك بالاحلام ،،
دع الوهم يزين الطريق. ،،
احرق دفاتر المراهقة. ،،
لقد اصطفاك العشق والالم. ،،
هنا استجمع المبدع. مقطعَه الشعري ، اول وهلة باحاطات البدء التي كاشف بها كيفية التفعيل ،
استدرك على اشياءه ، استغرق بها فاستغرقت به ، حتى تمت احاطته، سكرت معه اصبحت منه ، واصبح منها واذا بهما في الصورة ، لم يعرف كنههما
غابت الصفات وابتدرت لنفسها صفات محدثات جدد ،هذي هي التي نسميها طينة النص ،
نشير الى انّ ذاك الوقت هو الوقت المتجلي ، وقت ظهور وحضور يختلف عن ان تاتيك الغزالة والقمر وتدخل عليك موقفك ، نعم تدخل بطبيعة استدعاء وتظهر بتجلٍّ عجيب حتما آخر ، اجمل من طبيعتهما الاولى ،
الفن ظهور باهر بعد دخول اختارته القدرة حين ذاك ،قدرة انبهار عالية كانت ،، فكيف ياترى بعد
اتمام المراد ،
مؤكد ان مفردات التميّز المنتقاة ، تعطي اعجب وابهى من نفسها بعد اتمام ما نوي لها من صيرورة واحداث، وهذا يتم بحكم قوى ساهمت خفية باللحظة وبحكم حساسية وقت صائر له مرامه وفروضاته ، وهنا من حقنا ان نقول انه لمح الحداثة طبعا والخصوصية في الفرض الفني ،

المرشد لي الا قلبي ،،،،
اسماكك الملونة تسحبني الى المدى ،، ( اسماكك ضعيفة كان لو اختار الفنان اقوى )
الصدى القادم من بعيد ،،،
يرسم لي املا من همس ،،،
حبيبتك ،،،
تقف في نهاية المدى ،،،
اكتمل المشهد ، ورزم المبدع اغراضه لرجعة المكان بعد خوض في ديماس عدم ليس له مكان ولازمان،
لرجعة ، فلعل خيط حنينه لم ينقطع ، يغوص بذاته ويدخل عدمياته ويشهد ومعه بصيص ضوء انه لابد ان يرجع لعالمه الذي اتى منه ،
الفنان حي يدخل يستشعر مهمته حتما ، وكلما توغل نسى من فرط مايرى من الحسن هناك ، ولو انغمر وماكان ناسيا
نعم لاتانا بالتي هي الانموذج ،
الانموذج والمثال الذي رفع العبقريات واشّر لها على طول مشوار في التاريخ ، رفع الاعتبارات التي سجلت خلودًا لاصحابها ،،
كل مبدع يدخل امتاع وقته واحايينه ، ولم ينس الجلب ، فلعله الاغراء هناك ، وكان قد هضم مامطلوب من مقاصد ابداع تطوّع من اجلها ، يتحفنا بها يغيّر وجهاً او يضيف رونقاً للبهاء في المكان والحضارة والشأن ، هنا السر في الفن ،،
اكيد وجب التاكد من هجرته ورجعته والاتي به لنا ، لابد ،


الناقد الاعتباري
حميد العنبر الخويلدي ،،،العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى