أ. د. عادل الأسطة - هذا النفاق يحتاج إلى كاتب شجاع وقصيدة نارية :

من ثلاثة أيام حلمت أنني أتجول بحرية في يافا . أبحث في أزقتها عن بيت جدي ، والآن أتساءل:
- لماذا لم ألح على أبي ، في سبعينيات القرن الماضي ، لزيارة بيتهم في حي النزهة؟
عرفت من أبي أن البيت سوي ، في نهاية القرن الماضي ، بالأرض وأقيمت على أنقاضه محطة بنزين.
حتى نهاية القرن الماضي لم يكن لدينا وعي عميق بالمكان . كنا نفكر بالطريق إلى البيت ، لا في البيت . الآن صرنا نفكر في البيت .
ما الذي قبع في الذاكرة حتى حلمت بيافا ؟ هل هي موجة الكتابات التي تزامنت مع الحرب الأخيرة ؛ الكتابات التي علت فيها نبرة الحديث عن حل الدولة الواحدة على أرض فلسطين كلها واستحالة تحقيق حل الدولتين ؟
لا أعرف بالضبط ماذا جرى غير أنني أفقت وأنا أتجول في يافا أبحث عن أحيائها حيا حيا ، وفي الصباح وأنا أصغي إلى الأخبار لفت نظري خبر عن صحيفة ( Das Bild ) الألمانية الأوسع انتشارا والأكثر توزيعا في ألمانيا .
في الحرب الأخيرة على غزة عمت ألمانيا مظاهرات عديدة كبيرة ضد دولة إسرائيل ، وهذا ما لم يرق للصحيفة المذكورة فقررت أن ترفع علم إسرائيل على مقرها إلى جانب العلم الألماني ، ما يعني أن الصحيفة صارت ذات هوية مزدوجة ؛ ألمانية وإسرائيلية ، فماذا يسمى هذا ؟
شخصيا تذكرت الكاتب الألماني الشجاع الروائي ( جونتر جراس ) الحائز على جائزة نوبل للآداب الذي كتب في آخر سنوات عمره قصيدته الشهيرة التي أثارت ضجة " ما يجب ان يقال " واتهم فيها الغرب بالنفاق ، لازدواجية المعايير تجاه إيران وإسرائيل بخصوص القنبلة الذرية .
صحيفة ( Das Bild ) مصابة بالعمى أو أنها تتعامى لغرض في نفسها ، ولهذا ترفع العلم الإسرائيلي على مبانيها اللهم إلا إذا كانت تقول للإسرائيليين :
- ماذا تفعلون هناك ؟ عودوا إلى بيتكم . ألمانيا هي بلادكم .
الحق كل الحق على الإسبان والطليان لأنهم أقصوا السويسريين والبلجيكيين من البطولة .
صباح الخير
خربشات
٣ تموز ٢٠٢١ .



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى