سعيد كنيش - لمادا لم يدقوا جدران الخزان؟

السؤال الوجودي الملهم الدي طرحه الشهيد غسان كنفاني في روايته "رجال في الشمس"، المنشورة في سنة 1962. فقد ظل هدا السؤال معلقا في الوعي الجمعي للشعب الفلسطيني منذ تفجير ثورته المعاصرة سنة 1965 حتى اليوم وبدون انقطاع. يقرع جرسه كلما اصطدمت المقاومة الفلسطينية بالخطر الوجودي وما أكثره.
مناسبة هذا القول هو حلول ذكرى استشهاد المناضل المبدع غسان كنفاني في الثامن من الشهر الجاري. في ظل الخطر الداخلي الذي تتعرض له المقاومة الفلسطينية متمثلا في "سلطة أوسلو" السرطانية وارتداداتها في جسمها. هذا السرطان الذي ما انفك يكبر ويتوسع برعاية أمريكية أوربية عربية، وتنسيق أمني مع الاحتلال. مهددة مجتمع المقاومة الفلسطيني بالتشظي والانحطاط. وربما بدفعه إلى حرب أهلية في أكبر خدمة مقدمة للعدو المحتل.
الوضع الذاتي للشعب الفلسطيني الراهن يندر بالمخاطر بسبب نهج "سلطة أوسلو" المعادي للمقاومة. فالمقاومة لا يمكن أن تكبر وتتوسع وتتوحد إلا في مناخ من حرية التعبير والنقد. فالثورة أي ثورة تحررية لا تتقدم إلا من خلال شحذ أسلحة النقد المستمر لداتها وقواها. وسلطة أسلو في اختياراتها المعادية لانتصار نهج المقاومة الشاملة للشعب الفلسطيني، معادية لحرية التعبير والنقد لأنها فاسدة وفاقدة لأية شرعية. لذلك حددت موقعها المضاد للمقاومة و تعمل على نسف كل ما تنجزه وتراكمه.
لكن عندما تصرخ في الشارع جماهير الشعب الفلسطيني بعد اغتيال المناضل نزار بنات وتقول يجب إسقاط سلطة أوسلو ورموزها وتفكيك اجهزتها القمعية، فهذا يعني بالواضح أنها تدق من جديد جدران الخزان لانها استشعرت الخطر الوجودي. وعلى قوى المقاومة أن تسمع جيدا و تستجيب.

سعيد كنيش/ تمارة في: 2021/07/08




تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى